المرصد

صناعة التوحش داخل السجون الغربية

التمويل المشبوه والأفكار الفقهية الدخيلة على الإسلام تصنع التيارات الإرهابية

أوضح د. رفعت سيد أحمد- الخبير في شئون الجماعات المسلحة- أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور ما يُطلق عليه «تنظيم داعش» التي يسمونها صناعة التوحش، توحش وغلظة في فهم الدين، وأن هذه التنظيمات تم صناعتها في داخل السجون الغربية.

جاء ذلك في لقاء مع قناة النيل للأخبار المصرية، مضيفًا أن فكرة صناعة الإرهاب تعود إلى العشرينات من القرن الماضي، وأنه بالمنظور التاريخي فإن صناعة الإرهاب وتوظيفه والجماعات التي تمارس الأعمال الإرهابية قديم، ولكن ما شهدت العشر سنوات الأخيرة من أحداث أعطى الإرهاب أبعادًا وقوة جديدة.

أضاف د. «رفعت» أن هذا المصطلح تم استخدامه من قِبَل بعض القوى الغربية، وبعض الأجهزة داخل البلاد التي يوجد بها إرهاب تلك الجماعات لضرب جماعات أخرى، إضافة إلى بعض الأطراف الإقليمية لتصفية مشاكل أو قضايا مع الدولة التي بها هذه الجماعات.

ورأى أن هناك اتفاق على أن مثل هذه التيارات العنيفة يسهل استخدامها لأنها تمتلك تصورات شاذة لفهم الدين ولفهم العمل السياسي، هذه التيارات تم استغلالها في إطار الإسلام السياسي على مر العصور وتوظيفها وتمويلها.

مضيفًا أنه تم استخدام وسائل التواصل الحديثة لفرض شكل ونموذج للإرهاب، وأن هذه الجماعات لا سقف لها ولا صديق لها، أي أنه ليس هناك حد للإرهاب الذي يمكن أن تمارسه من خلال الفهم المغلوط للدين والسياسة، ولا صديق لها لأنها قد تنقلب على من صنعوها كما حدث مع تنظيمي القاعدة وداعش مع أمريكا. وبالإضافة إلى وجود من يدعّم بالمال، كان أيضًا من يدعّم بضخ الفتاوى التي تهدر الدماء فكان هناك تغطية مالية وتغطية فقهية شاذة لمفهوم الخروج عن الحاكم.

وأضاف أن هذه الجماعات لا يسميها جماعات إسلامية بل هي جماعات وظيفية تؤدي وظيفة لصالح دولة أخرى في المنطقة أو الإقليم وتستخدم الإسلام كغطاء لصالح هذا الدور، ومن وجهة نظره أن صناعة الإرهاب بوجهٍ عام قامت لتقوية الكيان الصهيوني وإضعاف وتفكيك الدول القوية الموجودة حوله.

وقال أن كل التنظيمات بينها تشابه رئيسي وهو الفهم الشاذ لدور الدين في المجتمع والإصلاح وجاء هذا بسبب الموروثات الموجودة في المنطقة والتي تُغلِّب استخدام العنف في تحقيق الهدف السياسي، وهذا الموروث وجد من ينمّيه من الفقهاء وكذلك قوى خارجية تفهم تمامًا أهمية الدين في بناء الشخصية وتحريك المشاعر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى