
الزكاة رُكن من أركان الإسلام، وبها يسود العدْل والتراحُم والتواصُل بين البَشَر، وبالزكاة تختفى كل أشكال الجريمة التي تُهدد أمن وإستقرار الشعوب.
فرَض الله الزكاة على سائر الأنبياء والأُمم من أجْل تحقيق التكافُل الإجتماعي وبما يضمن تحقيق العدالة الإجتماعية بين كافة مُستويات وطبقات البشَرية.
ولتحقيق هذا النوع من التكافُل لابُد من إنشاء صندوق للزكاة يتم إيداع الصدقات فيه وأن يُوضَع له نظامًا ليُحقق أهداف التكافُل الإجتماعي وإيصال الصدقة لمُستحِقيها الحقيقيون، كما يقول المُفكر العربي الكبير (علي محمد الشرفاء الحمادي).
صندوق الزكاة هام للمحتاجين
ويُشير الكاتب والمفكر الكبير إلى أهمية تسجيل أسماء الأُسر والأفراد في كشوف المُستحقين وتُسلَّم لهم بطاقة عُضوية بعد دراسة حالتهم المعيشية التي تُؤكِد إستحقاقِهم للصدَقة.
وأضاف: إنَّ إنشاء نظام مُحاسبي ورَقابي للقيام بأعمال الرَقابة المالية والإدارية من حيث سلامة التطبيق وإيصال الصدقات لمُستحقيها ومُعالجة أوجه القُصور في التطبيق وتحسين الأداء.
وأكدَّ «على محمد الشرفاءالحمادي» أنَّ ذلك يُحقق مقاصِد شَرْع الله للناس في تأمين المُستحقات، تنفيذًا لقوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (البقرة:262)
مُضيفاً أنَّ العَديد من الدول الإسلامية أنشأت مؤسسات مُستقلة وصناديق للزكاة وصَرْفها وِفقًا للشَرْع وإيصالها للمُستحقين.
بيت الزكاة المصري
ويُشير الكاتِب إلى أنظمة الزكاة في بعض الدول العربية وفي مُقدمتها (مصر)، حيثُ أنشَأت «بيت الزكاة المصري» في 9 سبتمبر 2014 بموجِب القانون رقم 123 لسنة 2014، ويتمتع هذا الصندوق بالإستقلال المالي والإداري تحت إشراف شيخ الأزهر الشريف.
ويعتمد على صَرْف أموال الزكاة في وجوهها المُقررة شرعًا وبَث روح التكافُل والتراحُم بين أفراد المجتمع، واعتمد في موارده على الأموال التي تُقدَم طَوعًا من الأفراد أو غيرِهم، وكذلك الصدقات والتبرُعات والهِبات والوصايا والإعانات التي يتلقاها البيت ويقبلها مجلس الأُمناء.
صندوق الزكاة الإماراتي
يهدف إلى زيادة الوعي بالزكاة وترسيخ مفهوم فاعلية الزكاة ودورها الهام في مجال التنمية على صَعيد الفرد والمجتمع، ويعمل على إحياء هذه الفريضة تطبيقًا ومُمارسةً لتستفيد منها شرائح المجتمع المحتاجة على إختلافها وذلك وِفقاً للمصارِف الشرعية.
كما يضَع في أعلى سُلم أولوياته تَحقيق مُجتمع مُتكافِل إجتماعيًّا ومُتلاحِم إنسانيًّا، ويُنشِّط في مجال تنمية العمل الخيري وخدمة الإنسان المحتاج وِفقَ أُسس الشريعة الإسلامية.
الهيئة العامة للزكاة والدَخْل بالسعودية
في 14 مايو 1951، صدَرَ القرار الوزراي رقم 394، بإنشائه ليرتبط تنظيميًا بوزير المالية، ويهدف إلى القيام بأعمال جِباية الزكاة وتحصيل الضرائب وتحقيق أعلى درجات الإلتزام من قِبَل المُنشآت بالواجبات المفروضة عليهم وفقًا لأفضل المُمارسات.
تهدف الهيئة إلى تعزيز علاقتها مع القطاعين العام والخاص لخَلْق بيئة مُلائمة تعمل على تشجيع المجتمع في زيادة مُساهمته الإجتماعية والإقتصادية.
بيت الزكاة الكويتي
أُنشِئ في 16 يناير 1982 بموجِب القانون 5، ويسعى إلى المُحافظة على الإلتزام المِهَني في مجال تقديم الخدمات والمعايير والمواصفات العالمية المُعتمدة التي تَضمَن سلامة العمل وإتقانه من خِلال مكتَب ضَبْط الجَودة.
صندوق الزكاة والصدقات البحريني
أُنشِئ وِفقًا للقانون رقم 8 لعام 1979، إستجابةً لحاجة المجتمع إلى وجود هيئة رسمية تختص بإدارة أموال الزكاة والصدقات وتوجيهها إلى المصارف الشرعية، بشكل يتناسب مع أساليب الإدارة الحديثة والحياة المُعاصرة.
يعمل على التوعية بأهمية الزكاة كفريضة شرعية وتنمية مصادرها وتطوير آليات جَمْع وصَرْف الزكاة والصدقات للمُستحقين.
دائرة الزكاة بسلطنة عمان
تقع ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لوضع الخُطط اللازمة لإدارة شؤون الزكاة وتنمية مواردها، وتُوزِع الأموال على المحتاجين، طول العام.
صندوق الزكاة الليبي
تمَّ إنشائه بقرار من رئاسة مجلس الوزراء تحت رقم 49 لعام 2012 لمُباشرة جميع أعماله ونشاطاته بما يُعزِز له تحقيق دوره المُناط به من إدارة أموال الزكاة وجبايتها وإنفاقها على مصارفها الشرعية وِفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.