
يرتبط التكليف بصيام رمضان مثل غيره من التكليفات الإلهية، ببلوغ الإنسان لمرحلة التكليف، وإن كان من الأولى تدريب الصغير غير المُكلّف على الصيام حتى لا يكون شاقًا عليه وقت تكليفه.
وبشكل عام يخاطبنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، بقوله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا…» (البقرة: 286)
ومن سمات الشرع الإلهي التيسير، فلم يُشرع ما لم يستطع الإنسان تحمله أو يسبب له المشقة بل أعطى للمسلم إلى جانب تكليفه بالعبادة سُبل التخفيف، كما في جواز إفطار المسافر والمريض، فلا يجب على الأسرة إجبار صغارها على الصيام وهو عليهم شاق، بل يجب مراعاة حالاتهم البدنية والصحية قبل تدريبهم عليه، لأنه في الأصل غير مُكلّفين به.
قواعد يجب اتباعها عند صيام الأطفال
قبل أن نسمح للطفل بالصيام يجب مراعاة عدة نقاط حتى لا يؤثّر على صحته وبالتالي نموه بالشكل الصحيح.
ومن الأفضل استشارة طبيب متخصص في ذلك لتقييم حالته الصحية التي تسمح له بالصوم، حيث يتفاوت الأطفال في حالاتهم الصحية والقوة البدنية وذلك غير مرتبط بسن محدد.
– في حالة معاناة الطفل من مرض الأنيميا أو داء السكري (مرض السكر) أو الضعف العام والنقص الشديد في الوزن، لا يجب السماح له بالصيام ولو كان أقرانه في نفس السن يُسمح لهم.
– عند بداية تعويد الصغير على الصوم يجب أن يتم ذلك بالتدريج، فيبدأ بصوم عدد محدود من الساعات وليس الوقت كله، ومن الممكن تعويده أولًا على الامتناع عن الطعام فقط ونسمح له بشرب الماء، وهكذا حتى يعتاد على تركهما معًا دون إرهاق.
– في حالة ملاحظة الإرهاق الشديد على الطفل أثناء صيامه يجب علينا إفطاره فورًا.
– يجب توفير وجبة غذائية جيدة العناصر عند الإفطار تحتوي بشكل أساسي علي الأملاح المعدنية والألياف ومنتجات الألبان.
وسائل تعريف الطفل بكيفية وحكمة الصيام
النقاط السابقة كلها مرتبطة بالناحية البدنية للصغار، ولكن مع اهتمامنا بالصحة البدنية في رمضان وتعويدهم على الصيام، لايجب أن نغفل عن الصحة النفسية والحالة الإيمانية لهم، فتكون فرصة لتعريفهم معلومات حول الصوم والحكمة من فرضيته وكذلك آدابه التي يجب أن يتبعها ليعلم أنه لاينحصر فقط في الامتناع عن الأكل والشرب.
ومن الممكن صياغة المعلومات الخاصة برمضان وعباداته في شكل أسئلة وإجابات مع الاستعانة بالصور والقصص، مع تقديم الجوائز والهدايا لتشجيعهم على الاستفادة من المعلومات.