أركان الإسلام

«عام التسامح» يعكس رسالة الإسلام

الخطاب الإلهي يدعو إلى الحوار وتقبُّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة

التسامح والحوار وتقبُّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة هو  أهم البنود التي تتضمنها رسالة الإسلام السمحة.

فالقرآن الكريم مليء بالآيات التي تدعو لتعظيم تلك القِيَم، حتى أن الله سبحانه وتعالى قَرَن بين النبوة والرحمة حينما خاطب رسوله قائلًا: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107).

ومن هذا المُنطلق، دشنت دولة الإمارات العربية، عام 2019 تحت شعار «عام التسامح»، تطبيقًا عمليًا لرسالة الإسلام الحقيقية.

عام التسامح هو امتداد لعام زايد

وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد قال خلال الإعلان عن تدشين «عام التسامح»، أنه يهدف إلى «تعميق قِيَم التسامح والحوار وتقبُّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خصوصًا لدى الأجيال الجديدة بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصورة عامة».

واعتبر أن «عام التسامح هو امتداد لـ (عام زايد – 2018) كونه يحمل أسمى القِيَم التي عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على ترسيخها لدى أبناء الإمارات».

وأضاف أن «ترسيخ التسامح هو امتداد لنهج زايد.. وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب.. ومن أهم ما يمكن أن نغرسه في شعبنا هو قِيَم وإرْث زايد الإنساني.. وتعميق مبدأ التسامح لدى أبنائنا».

وأكد أن عام التسامح سيشهد التركيز على خمسة محاور رئيسية، من بينها مساهمات بحثية ودراسات اجتماعية وثقافية متخصصة في مجال التسامح وحوار الثقافات والحضارات وتعزيز خطاب التسامح وتقبّل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.

الاختلاف من أهم مكونات تكامل المجتمعات

من جهته شدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،  على ضرورة إرساء قِيَم التسامح ونَبْذ التطرف والانفتاح على الثقافات والشعوب كتوجّه مجتمعي عام تنخرط فيه فئات المجتمع كافة.

واعتبر أن التسامح والتعددية هي من أهم مؤشرات رُقيّ الدول وتحضّرها وأن الاختلاف هو من أهم مكونات تكامل المجتمعات.

وأكد أن المجتمعات التي تُؤسَس على قِيَم ومباديء التسامح والمحبة والتعايش، هي التي تستطيع تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها وترتقي بطموحات وانجازات أوطانها في مسيرتها نحو المستقبل.

الشيخ زايد: التسامح واجب

جدير بالذكر، أن للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، رحمه الله، العديد من الأقوال المأثورة في التسامح، من بينها «التسامح واجب.. فإذا كان أعظم العظماء وهو الخالق عز وجل يسامح.. فنحن البشر الذين خلقنا الله ما نسامح؟».

وقال أيضًا: «نحن البشر كلنا أخوة.. المُصيب هو أخوك والمُخطيء هو أخوك.. فلماذا لا نساعد المخطيء ونعيده للصواب.. فلو سامحناه سوف يعلم أننا ننجده وما نتركه ولا ننبذه.. بل ننجده ونساعده حتى يأتي على الطريق الصحيح».

وتساءل: «أي إنسان بيسعفه إنسان.. هل ينساه؟!.. ما ينساه.. وإن نسيه فصديقه سيقول له: أنسيت هذا الإنسان الذي أسعفك بذاك الوقت؟!.. عندما كنت مريض؟!.. حينها لا بد أن يرجع للصواب.. ويتذكر من أسعفه»

أول وزارة للتسامح في العالم

يذكر أن دولة الإمارات العربية، كانت قد أعلنت في عام 2016 عن تأسيس أول وزارة للتسامح في العالم وأصدرت قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها.

وأعلنت عددًا من المبادرات الفاعلة في مجال تعزيز الحوار بين الشعوب والأديان مثل «البرنامج الوطني للتسامح» و«جائزة محمد بن راشد للتسامح» و«المعهد الدولي للتسامح»، إلى جانب تأسيسها العديد من المراكز الهادفة إلى محاربة التطرف.

الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام

وتحت شعار «الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام» جاء تدشين مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث»، والتي لم تكتفِ بوضع هذا الشعار مرتبطًا باسمها، بل تضمنت أنشطتها العديدة التأكيد العملي على ذلك.

فكان من بين ما أصدرته من مطبوعات، كتاب «رسالة الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام» للباحث والمفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي.

رسالة-الإسلام
رسالة-الإسلام

والذي يقول فيه مؤلفه: «إن المولى سبحانه وتعالى جعل الناس شعوبًا مختلفةً وقبائل متعددة، لا ميزة لإحداها على الأخرى، حيث يتطلب هذا التعدّد والاختلاف في الأعراف البشرية، التعارف بينهم وتعلّم لغة كل منهم، ليتعاونوا فيما يحقق لهم الخير والأمان والتقارب»

وأضاف أن هذا التعارف يأتي من خلالِ «التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والصناعي والزيارات السياحية والاستطلاعية، للتعرّف على ثقافات الشعوب وتبادل العلوم والمعرفة الإنسانية لجميع خلقه».

وأكد على أن الله «هو وحده سبحانه من يحكم على أعمالهم ويُميّز من يعمل صالحًا أو طالحًا، فلا ميزة لأي إنسانٍ على آخر، إلا بما يقدّمه من عملٍ صالحٍ لنفسه، ولمجتمعه فلا حصانة لأحدٍ عند الله، إلا من آمن بالله والتزم بتكاليف العبادات والمعاملات، والعمل الصالح».

وأشار إلى أنه «ما كانت رسالات السماء على طول الزمان إلا نداءً لبني البشر، بُغية تصريف العقل في ناحية استكشاف المعارف والعلوم والأسرار الكامنة في جوف الطبيعة، ليتسنى للبشر استنباط قوانين الحياة التي أودعها الله حول الإنسان حيثما كان».

ونوّه إلى أن هدف الخالق من ذلك هو أن «يقوم بنو الإنسان على عمارة الأرض علــى أساس من العدل، والسلام، والرحمة، والتعارف، والتودّد فيما بين الناس وبعضهم البعض».

تأكيدًا لقوله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا…» (الحجرات: 13)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى