
حق الله على العباد، لا يقتصر على شيء بعينه بل يشمل أمور عديدة، أبرزها عبادته وحده دون الشرك به.
قال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ» (الأنبياء: 25).
العبادة الحقة هي طاعة الله وحده لا شريك له وتكون بقصد نيل رضاه، وأن تكون خالصة له سبحانه وتعالى بخضوع وتذلل وامتثال لأمره.
حق الله على العباد في القرآن
قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (النساء: 36).
ذلك يشمل أركان الإسلام المتعددة، فمنها تقوى الله والصلاة والصوم والحج والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم إيذاء الغير.
قال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ» (الذاريات: 56_57).
وقال سبحانه: «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (النحل: 36).
خلق الله العباد لتقوم حياتهم على القسط والعدل، ما يؤدي إلى استقامة أمور دنياهم وصلاحها ونجاحهم في مهمة عمارة الأرض.
قال تعالى: «وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ» (هود: 61).
ضرورة عدم الإفساد في الأرض
وكذلك على الناس ألا يفسدوا في الأرض فقد استخلفهم الله فيها، وعليهم ذكر نعمه سبحانه وتعالى.
قال تعالى: «وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» (الأعراف: 74).
حق الله على العباد يشمل أعمال القلوب واللسان والجوارح والخشوع والتوكل وخشية الله وذكره ليلًا ونهارًا وتقديم النصح للآخرين.
تدبر القرآن الكريم ومعرفة أوامر الله ونواهيه واتباعها، لأن فيه صلاح الأمة أجمع وراحة المسلمين وضمان رضا الله.
قال تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ» (ص: 29).
وقال سبحانه: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد: 24).
حق الله على عباده أن يتوبوا إليه من الذنوب والمعاصي، والمسارعة في ذلك وكذلك التوكل عليه في الأمور كافة.