
خُلق البشر من أجل عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وذلك أول حقوق الله على عباده واتّباع ما أمر به والبعد عما نهانا عنه من المعاصي والذنوب.
قال تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات: 56).
وقال الله تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (النساء: 36).
عبادة الله تكون له وحده
العبادة هي الخضوع والاستسلام والانقياد لأوامر الله، فهي الغاية من خلق كل هذا الكون وجميع ما فيه من مخلوقات.
الواجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده، وهذه العبادة هي تخصيصه بأفعالهم من صلاةٍ وصومٍ ودعاءٍ ونذرٍ وخوفٍ وكل شيء يكون لله وحده.
توحيد الله وترك الشرك به وبر الوالدين، وعدم قتل الأولاد بغير حقٍّ كل هذا من دينه الذي شرعه الله لعباده.
وقال تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» (الإسراء: 23).
يجب الحذر من الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإحسان إلى الأيتام والوفاء بالكيل والميزان والوفاء بالعهد والعدل في القول والعمل، لأنها عبادة.
حق الله على العباد في الفرقان
قال سبحانه: «وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (الأنعام: 152).
وقال تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (الأنعام: 151).
وقال: «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (النحل: 36).
الواجب على الجميع تقوى الله وتوحيده والإخلاص له والاستقامة على دينه والحذر من الشرك به وسائر المعاصي.
هذا هو دين الله وهذه هي عبادة خُلِق الناس لها، وهذا هو الإسلام والإيمان والهدى الذي أنزله الله سبحانه وتعالى.
العبادة الحقة هي كل طاعة بقصد نيل رضى الله عز وجل وأن تكون خالصة له سبحانه وتعالى بخضوع وتذلل وامتثال أمره.
تشمل العبادة الشعائر التعبدية مثل الصلاة والصوم والحج والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء المؤمن العبادة بالمفهوم الشامل تجعله يلقى سعادة ليس كمثلها سعادة.
الله تعالى هو الخالق والرازق والمدبّر والمحيي والمميت، فمحبته نعيم للنفوس وعمارة للقلوب.