الأسرة والمجتمع

عطايا الأبناء الحرام كما بيَّنها القرآن

العدل داخل الأسرة ينشُر الحب والطمأنينة والإستقرار

تربية الأبناء تحتاج إلى حكمة ومعاملة خاصة لأنهم عماد الأسرة والمجتمع، وحملة لواء الدين ومسئولية الأمة في المستقبل.

وقد حثنا  الخطاب الإ لهى (القرآن الكريم ) على حُسن تربية النشء تربية تتفق مع تعاليمه القائمة على العدل والمساواة وعدم التفريق بين الأبناء.

و حرَّم(القرآن الكريم) التفرقة العُنصرية بين البشرية بشكل عام، والأبناء بشكل خاص، لأنها تهدد كيان الأسرة والمجتمع، وأمرنا بالعدل والمساواة بين الأخوة حتى تسود المحبة والمودة بينهم.

يقول تعالى: ﴿…اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة:8]

﴿ …وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الأنعام:152]

 ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90]

الأبناء نعمة الله للوالدين والتفريق بينهم في العطايا حرام

 أطلق(الأزهر الشريف) حملة دينية تحت عنوان «نَصِيبًا مَّفْرُوضًا» لتوضح دور وأهمية العدل بين الأبناء في العطايا وعدم التمييز بينهم إلَّا إذا كانت هناك أسباب معتبرة شرعًا تستدعي تمييز أحد الأبناء على غيره.

وأكد في بيان للحملة :أنَّ التفرقة بين الأبناء بدون سبب أو مبرر شرعي تُوَّرث الحقد والكره بين الأولاد، وتُفسد علاقتهم بوالدهم أو والدتهم.

وأشار إلى أنَّ الأسباب المعتبرة شرعًا لتفضيل أحد الأبناء على الآخرين تتمثل في أن يكون أحدهم له الدور الأكبر في جمع ثروة والده وتنميتها ولا يكون قد أخذ مقابل على عمله أو أن يكون أحدهم مريض أو لا يستطيع الكسب أو يحتاج مصروفات كثيرة غير قادر عليها.

العطايا حلال.. وحرمان أحد الأبناء من الميراث حرام

وأكد (الأزهر الشريف )في بيانه أنَّ المقصود بالعدل للأولاد في العطية يختلف عن قسمتهم قسمة الميراث « …لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ..»، (النساء : 11 ) ولا بد فيها المساواة بين الولد والبنت، حتى يكون الجميع على درجة واحدة في البر وحسن الصحبة.

وأنَّ النفقة المعتادة من الوالد من طعام وشراء وملبس وغيرها، تختلف عن العطايا ويراعى فيها الاحتياج والمصلحة مثل المرض وغيرها.

كما أنَّه يجوز للوالد أنْ يعطي كل أمواله لأولاده حال حياته، حيث إنَّه لا شك أنَّ الإنسان حُر في ماله يتصرف فيه كيفما شاء، ونيَّة الشخص في العطاء لها تأثير على الحقوق،فإذا قصد الشخص بالعطاء حرمان أحد أبنائه من الميراث أو الإضرار بهم، أثم على ذلك وكان عطاؤه مُحرمًا.

كما أنَّه إذا أراد أنْ يخُص أحدهم دون الآخر فلابد من توضيح أمرين: أنه صغير في السن أو يحتاج مصاريف ،أما إذا كان بقصد الحرمان من الميراث بعد الوفاة أو كتب ماله كله حال حياته لبعض الورثة وكانت نيته حرمان باقي أصحاب الميراث، الإثم يقع على الطرفين المُعطي والآخذ.

ونصح بيان (الأزهر الشريف ) الإبن الذي يحصل على المال دون أشقائه، أنْ يرُد الحقوق لمسحقيها من الورثة لأنه من الإحسان للمُعطي بعد وفاته، حيث أنَّه يجوز للأب الرجوع في هبته ويأخذها مرة أخرى طالما أنها موجودة ولم يتصرف فيها الأولاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى