علاج العنف الاجتماعي في القرآن الكريم
صلة الأرحام تُجنِّبنا الفساد في الأرض وتحفظ الأسرة والمجتمع

صلة الأرحام هي العلاج الحقيقي للعنف في الأسرة، والجرائم الاجتماعية التي انتشرت بين الأسر المصرية مؤخرًا.
و جعل القرآن الكريم، صلة الأرحام علاجًا للأمراض الاجتماعية التي تصيب الأسرة المصرية، وفي مقدمتها المسلمين بالتراحم والتعاون وصلة الأرحام من أجل تحقيق استقرار الأسرة الواحدة بما يضمن استقرار المجتمع والأمة الإسلامية بشكل عام.
ولا شك أن صلة الأرحام لها دور كبير في إشاعة المحبة والألفة بين الأقارب، وفي المقابل تتسبب قطيعة الرحم في ارتفاع حجم الصراعات والتنافر والتقاتل بين أفراد الأسرة الواحدة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى لذوي الأرحام حقوقًا كثيرةً و عِظَم ذنب قاطِع الرحم، فأوجب تقديم الخير لهم ومساعدتهم وتيسير أمورهم قَدْر المستطاع.
أولو الأرحام في القرآن الكريم
يقول الدكتور محمود الهواري عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر، إنَّ الرَّحم أنواع منها الأقارب أو المجتمع ويجب الاهتمام بهم جميعًا وتقديم النُصح والتعاون.
قال الله تعالى «وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» (الأنفال: 75).
وأوضح أنه واجب على الإنسان إيصال ما أمكن من الخير ودفْع الشر حسب الطاقة، ما دام يخضع لهذه المقولة القرآنية.
الأسرة واجب أنْ تقوم على التعاون والتراحم والاحترام المتبادل والحقوق والواجبات وعدم العنف، كما أكد.
الإسلام حثنا على الرحمة وعدم العنف
وذكر «الهواري» أنَّه يُلاحَظ خلال الفترة الأخيرة أن العنف زاد في المجتمع رغم أنَّ القيم مُنبثقة من الإسلام الذي يأمر بالرحمة والإحسان والسماحة والعطف والحكمة.
وتساءل «هل لجوء الإنسان للعنف سواء في الأسرة أو المجتمع معناه أنَّه لا يعرف كيف يتصرف أو كان واجبًا أن يتعلم بطريقة معينة؟ وهل لأنه لا يستطيع أن يوجِّه سلوكه أو أفكاره أو أشياء أساءت لفكره وزرعت فيه تصرُّف أو سلوك خاطيء؟
وذكر أنَّ العنف ليس من قيم الإسلام التي تعلمناها فهو دين الرحمة، مشيرًا إلى أن كل سلوك يجب أن ينطلق من هذا الإطار الواضح والمحدد.
ولفت إلى أنَّه في أول المصحف نجد «بسم الله الرحمن الرحيم»، وكذلك نذكرها قبل قراءة أي سورة وتُعبر عن الرحمة.
ويرى «الهواري» أنَّ الرفق ضروري في كل أمور الحياة، حتى لا تَفسَد وعليه أجر كبير، لأنه إذا نُزِع الرفق من مجتمع البيت فهو يحتاج إلى تعديل.