الأسرة والمجتمع

علاج العنف والكراهية كما جاء في القرآن

الخطاب الإهي يدعو للرحمة والتسامح.. والخطاب الديني يدعو للإرهاب

العنف والكراهية مرادفان يتناقضان مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي نزل بالرحمة والتسامح والعدل بين جميع البشر.

والمتأمل في الخطاب الإلهي يجد أن معظم آيات القرآن الكريم تحمل رسالة سلام للبشرية وتنهى عن العنف والقمع والإرهاب ولو كان بالكلمة حتى مع الأعداء.

يقول الله تعالى «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»، البقرة  (208)  والآية تدل على أنّ عدم الدخول في السلم اتباعٌ لخطوات الشيطان.

الإسلام ينبذ العنف والإكراه

الإسلام ينبذ العنف والإكراه في دعوة الآخرين واعتمد أسلوب مخاطبة العقول بالحجج والبراهين ومخاطبة القلوب بالآيات والمواعظ، حيث يقول تعالى: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ……». النحل  (125)

وقد جاء الإسلام بمجموعة من القيم ومكارم الأخلاق في إطار التعامل مع الآخرين، حيث قال تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». آل عمران (134)

وفي نفس الوقت نهى القرآن  عن كل أنواع العنف، سواء كان لفظياً أو بدنياً أو معنوياً وتوعد أصحاب القلوب القاسية فقال تعالى: «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ……..» البقرة ( 74)     وقال تعالى «……..فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ……».الزمر (22)

والحكمة من الأمر الإلهي بالابتعاد عن البغضاء والعنف والكراهية أن هذه الأمراض تتسبب في انتشار الأمراض الاجتماعيَّة الخطيرة، التي تفتك بالمجتمع وتهدِّد لُحْمَته وتماسكه كانتشار الشائعات المغرضة والتَّحاسد والتباغض والذي قد ينتهي بجرائم ضد الإنسانية.

العنف سبب في فقدان الأمن والأمان

كما أن جرائم العنف والإرهاب دائماً ما تكون سبباً في فقدان الأمن والأمان في المجتمع؛ فإذا سادت الكَرَاهِية والبَغْضَاء، أحسَّ الفرد أنه يعيش في غابة بين وحوش يتربَّصون به، ويتحيَّنون الفرص لإيذائه، فيعيش في قلقٍ دائمٍ لا ينتهي.

و نجد أن كثيراً من الدعاة المضلين، قد أسَّسوا خطابًا بُني على العنف والكراهية ومن ثم نشره بين الناس جميعًا.

والمتأمل في الخطاب الديني للدعاة المتأسلمين يجده يحض على الكراهية بينما نجد الخطاب الإلهي يحض على الحب والتسامح والسلام  بين البشر يقول الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا……..». المائدة  (8)

ولخطورة الكراهية بين البشر نجد الله سبحانه وتعالى قد بشرنا بنزعها من قلوب المؤمنين في الجنة حيث يقول تعالى «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  (42)وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ……..».الأعراف (42ـ43)

وقال تعالى «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا»  الفتح (28)      ويقول تعالى «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ». الحجرات  (10)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى