ملفات خاصة

فتاوى موقوتة لقطع الرقاب

المتطرفون يستغلون الخطاب الديني في تبرير جرائمهم

تُعتبر الفتوى أبرز ما تعتمد عليه الجماعات المتطرفة، لتبرير أفعالهم وإظهار أقوالهم بأنها وفقًا لصحيح الإسلام رغم بعدها التام عنه.

قال طارق أبو هشيمة، المشرف على المؤشر العالمي للفتوى، إن الفتوى المتشددة عبارة عن صك للمقاتل في صفوف التنظيمات الإرهابية يقطع بها الرقاب ويُستحل بها ثروات البلاد وهي شديدة الخطورة والتأثير.

وأضاف في حوارٍ لـ «التنوير» أن فوضى الفتاوى أدت إلى انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكلٍ كبير وتشويه صورة الإسلام، على عكس حقيقته فهو ليس متشددًا وغير معادٍ للحضارة والإنسانية.

وأكد أن الفتاوى تعتبر الأساس الذي تستند عليه الجماعات لتضليل أعضائها وتصوير بأن أفعالهم من الإسلام وأنهم يدافعون عنه.

وأوضح أنهم يحاولون استقطاب الشباب والأطفال إلى صفوفهم بشتى الطرق، والتلاعب بأفكارهم عن طريق مواد يبثونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وإلى نص الحوار..

  • من خلال الرصد والتحليل.. ما هي خطورة الفتوى المتشددة التي تصدرها الجماعات المتطرفة؟
  • الفتوى المتشددة بمثابة قنبلة موقوتة وعبارة عن صك للمقاتل في صفوف التنظيمات الإرهابية يُقطع بها الرقاب وتُستحل بها ثروات البلاد وهي شديدة الخطورة والتأثير.

الفتوى تكون مثل السلاح الذي يوجه لرقاب الناس، إذا خرجت دون ضوابط تراعي مصلحة الأمة ودرء المفاسد وتراعي المصلحة.

ويجب أن نواجه تلك الفتاوى فكريًّا، لأنها المنتج الاستراتيجي لدى الجماعات، وهو الأمر الذي يُعظم من أهمية الخطاب المعتدل في مواجهة الفتاوى.

الفتاوى الشاذة ساهمت في تنامي الإسلاموفوبيا

  • وكيف ساهمت في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
  • ساعدت في ذلك بشكلٍ كبير وتسويق الإعلام الغربي للصورة الخاطئة عن الإسلام، يغذي في المقابل اليمين المتطرّف وظاهرة الإسلاموفوبيا.

وفكرة اليمين المتطرف يُعزز التطرف فجميعهم حلقات متصلة، وفي حالة وجود فتاوي غير منضبطة، تعاني المجتمعات العربية والغربية.

حقيقة الخطاب الإسلامي ليس متشددًا ولا متعطشًا للدماء، كما يُروج البعض بأنه دين مُعادي للحضارة والإنسانية.

  • وما أبرز الأدوات المستخدمة لاستقطاب الشباب؟
  • المتطرفون يستخدمون فن الكاريكاتير في تشكيل الوعي الديني والثقافي لدى فئة عريضة من الشباب، لاستمراره في توظيف الرموز والرسوم البسيطة لنقل الأفكار واستخدام روح الدعابة والفكاهة المحببة لدى الكثيرين.

بتحليل عينة من الرسوم المتداولة في بعض الصحف والمواقع، احتوى مضمونها على فتاوى وأفكار التنظيمات الإرهابية.

هؤلاء يستغلون الدين لتبرير ما يقومون به من عنف وقتل ممنهج، مثل فتاوى جهاد النكاح وفتاوى التكفير وإباحة الجهاد في الدول العربية دون التطرق للجهاد ضد العدو الحقيقي؛ ما يعكس تطويعها للدين لصالح أغراضها وأهدافها فقط.

هم يستغلون أيضًا الأطفال عن طريق تحويل مشاعر البراءة فيهم إلى مشاعر كراهية وحقد، وتحضيرهم ذهنيًّا بزرع الأفكار الجهادية في عقليتهم وتصوير ذلك بشراء ألعاب للأطفال في شكل أسلحة وقنابل ومدافع وغيرها.

وبذلك يجب توعية عموم المسلمين بمخاطر الظواهر السلبية وتأثيرها على الأطفال والشباب.

الأطفال باتوا يُمثلون مستقبل التنظيمات الإرهابية، لأنهم في نظرهم سيحملون راية الخلافة الإسلامية في المستقبل القريب.

هذا يعظّم من أهمية تجنيد هذه الفئة بالنسبة لهم؛ ويبرز في خطاب التنظيمات ضرورة عملية تجنيد الأطفال وتجهيزهم للقتال، سواء كان الحث صريحًا أو ضمنيًّا.

ومواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر عبرها من فتاوى صنعت ما يشبه بـ«الفوضى الإفتائية».

التنظيمات والجماعات المتطرفة تعتمد في تنفيذ عملياتها الإرهابية على فتاوى وتعليمات لقادتها تنشر عبر أدوات ومجموعات اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضاء تلك الجماعات، مثل برنامج «التليجرام» ووسائل اتصال اجتماعية أخرى.

المتطرفون يستغلون الفتوى لتبرير جرائمهم

  • ما هي أبرز الفتاوى التي تصدرها الجماعات؟
  • فتاوى الجهاد هي أبرز الفتاوى في صفوف الجماعات المتطرفة، وتختلف من تنظيم لآخر، فيكون استعمال الفتاوى حسب أهمية المرحلة.

خلال الحروب تتصدر فتاوى الجهاد المشهد، وفي فترة الإعداد والتجهيز تكون فتاوى العبادات في المراتب الأولى، فالتحركات عبارة عن مراحل.

الأولى: الحث على الجهاد والثانية: تصوير أعمال القتل بأنه توسيعًا لرقعة المسلمين وخدمة الإسلام والثالثة: تصوير من يموت منهم أنه شهيدًا وينتظره الحور العين.

وعند العودة يُصور له أنه انتصارًا على الخصم والاغتنام من تحصيل الموارد الاقتصادية.

كل هذه التحركات تُدعّم بفتاوى، فالمحرك الأساسي للتنظيمات المتطرفة، هو النص الديني حيث يتم تأويله كما يريدون لخدمة مصالحهم المنافية للإسلام.

الجماعات المتطرفة تعتمد على نشر منشورات تدعّم فكرها المتطرف، وأخرى في الجروبات المغلقة تتعلق بتحركاتهم وتصنيع الأسلحة واستراتيجية الحرب والهجوم.

  • ما هي المرجعية الأساسية التي تستند عليها الجماعات؟
  • معظم المرجعيات لدى الجماعات الإرهابية تعتمد على «ابن تيمية»، ولكنها تختلف وفق التنظيمات المحلية والدولية.

تنظيم داعش والقاعدة عابر للقارات، و«بوكو حرام وأمة محمد» دورهما محلي وكل جماعة تُطوِّر المرجعية وفق الأيديلوجية الخاصة بها والمطامع والمطامح التي تسعى إليها من خلال تنظيمها.

ونجد أن أيمن الظواهري يطورها وفق آلياته لتنفيذ استراتيجية «القاعدة»، والبغدادي يطورها أيضًا لـ «داعش» حسب رؤيته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى