
فوضى الفتاوى التي يُصدرها أي شخص متى أراد تؤدي في النهاية إلى تشويه صورة الإسلام، وإظهاره على عكس حقيقته بعيدًا عن الوسطية.
ظهور غير المتخصصين وغير المؤهلين ونشر فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، تسبب حالة من البلبلة وتشكيك الناس في أمور دينهم.
استغل المتطرفون العديد من الفتاوى الشاذة والضالة والمضللة لقتل الأبرياء، وتسميته بالجهاد في سبيل الله، ما يرسم صورة سيئة عن الإسلام لدى غير المسلمين.
لا أحد يمتلك حق الفتوى
يقول المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث، إنَّه لا يحق للإنسان إصدار الفتوى.
«التحريم ما حرمه الله وما عداه حلال مُطلق ولا يملك أي إنسان مهما أوتي من مكانة عند الجهلة والأغبياء أن تكون له سلطة التحريم أو حق الفتوى، فكلمات الله عربية واضحة لا ألغاز فيها ولا غموض»، كما ذكر المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي.
لا يوجد في الإسلام وظيفة مفتي ولكن أمر الله عباده الذين يتفكرون ويتدبرون آياته بالشرح والتوضيح للآيات وليس الفتاوى التي تُعتبر أحكامًا يتبعها المسلمون.
قال الله تعالى: «قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ» (يونس : 59).
رأى أنه تم اختراق رسالة الإسلام، وخلقت الروايات دينًا موازٍ باسم الخطاب الديني بينما يفترض أن يكون الخطاب الإسلامي، لأنَّ الكون فيه عشرات الأديان والعقائد ونحن لا نؤمن بغير الإسلام دينًا.
الشعار يجب أن يُصحح وأن يكون تصويب الخطاب الإسلامي ونعود لكتاب الله ونتبع رسول الله فيما أنزله عليه الوحي من آياتٍ بينات.
فوضى الفتاوى تهدد المجتمع
الفتاوى الشاذة تؤدي إلى إفساد حياة الناس وتضليل الشباب واستباحة حرمة النفس والأموال، والأعراض والتعصب والتشدد والتطرف، كما ذكر الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية السابق.
وشدد على أهمية الرصد المستمر للمشكلات التي تواجه الشباب، والرد على الفتاوى الشاذة والمضللة حتى لا يقعوا فريسة لها.
الفتاوى الشاذة تؤدي إلى هدم المجتمع وضياع الكثير من الأمور السليمة البعيدة تمامًا عن تعاليم الإسلام الوسطي.