الخطاب الإلهى

قواعد الإنسانية في الخطاب الإلهي

القرآن يُحصِّن المسلمين من الفتن ويُرسي أُسس العدل

إقتضت إرادة الخالق سبحانه وتعالى رحمةً بعباده، أنْ يبعث لهم خطابًا كريمًا ليُخرجَهم من الظُلمات إلى النور ويعينهم على تحقيق حياة مستقرة آمنة.

وقد وضع القرآن الكريم مجموعة من القواعد الإنسانية التي يتحقق بها قِوام الحياة، من أهمها التراحم والتعاون والتسامح وإفشاء السلام بين الناس وإرساء قواعد العدل والإنصاف والمساواة.

وحمَّل هذا الخطاب محمد (صلّى اللهُ عليه وسلم) ليُبلِّغه للناس كافةً ليتدبروا آياته وما فيها من تشريعات.

هذا ما أكده المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» الصادر عن مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث».

القرآن يحمل قِيَم إنسانية عظيمة

يقول علي محمد الشرفاء الحمادي، إنَّ الله يخاطب رسوله بقوله تعالى «كِتَابٌ أنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أولُو الْألْبَاب» (ص: 29).

وأضاف: أنَّ الذي اقتضـى مُراد الله أن يجعله هداية للناس، وتشريعًا صالحًا لكل زمانٍ ومكانٍ يتوافق ومتطلبات المجتمعات الإنسانية على مرِّ العصور.

وذلك بما يحمله من قِيَم إنسانية عظيمة ومن تشريعات تتوافق مع متطلبات المجتمعات البشريّة على إختلاف مذاهبهم وعقائدهم.

حيث أمرَ الله المسلمين بضرورة الإعتصام بالقرآن الكريم، كما ذكر، تحصينًا لهم من أسباب الفُرقة وحماية لَهم من الفِتن، ملتفين حول الخطاب الإلهي ينهلون من آياته.

وذلك يعينهم على تسيير أمور مجتمعاتهم على أساس من الرحمة والعدل والمحبة والسلام ويحذرهم المولى عزّ وجلّ، بعدم التفرُّق.

يقول الله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»   (آل: عمران 103).

هجْر القرآن تسبب في تفريق المسلمين

وأضاف المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، إنَّه بدلًا من أنْ يكون القرآن المُعين الذي لا ينضب نوره، يستضيء به العُلماء من ظُلمة العقل وشهوات النّفس، فيستعينون به على اتِّباع آياته ومعرفة مُراد الله لخلقه ويطبِّقون خارطةً للطريق مضيئة جليَّة، فتحفظ للإنسان حريته وحُرمته وكرامته وأمنه ورزقه، فإذا بهم هجروا القرآن.

موضحا أنهم استبدلوه بروايات الإنسان، التي ليس لها سند مقنع ولا دليل معلوم يؤكد صحتها، وعلى العكس من ذلك تتعارض مع آيات القران الكريم.

وأشار إلى أنَّها تُسيء إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام) بل استحدثها شياطين الإنس، لخدمة المآرب الدنيوية والتقرب بها للسلطان، غِطاءً لحُكمه وإعلاءً لشأنه.

سوَّق أعداء الإسلام الروايات والشائعات وما اُدخِل عليها من إسرائيليات كما أكد، لتفريق شمل العرب وجعلهم طوائف وفِرَق يقاتلون بعضهم بعضًا ليستمر الصراع بينهم.

و بذلك تتحقق غايات اليهود ومطامعهم في الوطن العربي لتحقيق أهدافهم الخبيثة معتمدين على طيبة العرب ونواياهم الحسنة ينفذون لهم ما يريدون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى