
الانتماء للوطن يُعد من أبرز القيم في حياة الإنسان، وهي من النعم التي رزقنا الله بها ولا تُستشعَر قيمتها في النفس إلا إذا فُقدت.
الإنسان دون الشعور بانتمائه إلى وطنه يشعر بالضياع ويفقد هويته وكيانه وجزءًا من شخصيته ويعيش في فراغ وفوضى وضياع.
أهمية تلك القيمة تظهر أكثر وقت الشدائد ووجودها لدى الشباب مهم جدًا لأنهم مستقبل الأمة وهم من يحملون على عاتقهم ضرورة التقدم بها.
انتشار الإرهاب بشكلٍ كبير خلال الأعوام الماضية، أثبت أهمية تلك القيمة الضرورية التي دونها يفقد المجتمع الكثير من قوته وقدرته على مواجهة ذلك المرض.
الانتماء للوطن فطرة في الإنسان
حب الوطن والارتباط به واجب والانتماء إليه فطرة وضعها الخالق في نفوس الأسوياء فلا يمكن لأحد أن ينزع هذه الفطرة من نفس صاحبها.
نقص التثقيف والإرشاد العام بأهمية الوطن والانتماء إليه يُعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى نقص الانتماء لدى الشباب.
المناهج الدراسية تعتبر هي حلقة الوصل بين التربية والتعليم بوصفه الجانب التطبيقي الذي من خلاله يحقق الأهداف التربوية وتوجيه النشء نحو ذلك السلوك.
تلك المناهج المدرسية أو الجامعية إذا أدت دورها في ترسيخ الهوية الوطنية لا يمكن أن تبرز مشكلات شق الصف الواحد.
ترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية لدى الطلاب يجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم، قادرين على التعبير عن اعتزازهم وفخرهم بانتمائهم الوطني والأخلاقي والثقافي لمجتمعهم.
للوطن حقوق على أهله، فيجب عليهم التزامها والوفاء بها؛ كالانتماء إليه والتكاتف بين أفراده، والعمل من أجل رفعته وعلو قدره والمحافظة على مَرافقه والدفاع عنه.
ترسيخ قيمة الوطن يضمن تقدم المجتمع
أشار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إلى أن الانتماء الحقيقي الصادق للوطن يعد أكبر دافع لتحقيق الإنجاز.
المجتمع في حاجة ملحّة إلى تعميق وترسيخ وتجذير هذا الانتماء، لا سيما في نفوس النشء والشباب، كما ذكر، حيث أنه على جميع مؤسسات الدولة العمل بكل السبل وفي سباق مع الزمن لترسيخه.
الانتماء للوطن لدى الشباب يحقق صالح الفرد والمجتمع والوطن بأسره، ومن لا خير لوطنه فيه فلا خير له في نفسه، ومن خان وطنه خان دينه.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية المصري، أنَّ الولاء للوطن، مبدأ شرعي ديني لا يكمل إيمان الإنسان إلا به، ويوجد شواهد في القرآن تشهد بهذا.