«الحاكمية».. كتاب جديد يواجه «جماعات الدم»
الكتاب يكشف استخدام الجماعات المتطرفة لمفهوم الحاكمية في تكفير المجتمع والحكام

الحاكمية.. أحد أبرز القضايا الإشكالية التي تتمسك بها الجماعات التكفيرية بما أساء إلى صورة الإسلام ومع ما نزل به
الشارع الحكيم.
الحاكمية هي نفس المصطلح الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية لتكفير الحكام والرعية واستباحة دمائهم وأموالهم
وأعراضهم، وهو الأمر الذي أساء إلى سمعة الدين الإسلامي الحنيف.
مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف تنبه إلى هذه القضية الخطيرة وأصدر مؤخراً كتابه الجديد تحت عنوان:
« إشكالية الحاكمية »، وهو الكتاب الذي يناقش ويوضح مفهوم الحاكمية عند الجماعات المتشددة، وكيف استخدمت
الجماعات الإرهابية مصطلح الحاكمية كأداة سياسية للوصول من خلاله إلى سدة الحكم.
وكيف أصدرت الجماعات السلفية والإرهابية الفتاوى من خلال نفس المصطلح بتكفير الحكام وعموم المسلمين، وما
تابع ذلك من استباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وهو ما تسبب في إحداث تصدع في الأمة الإسلامية، وزادها اختلافًا
وفرقة وتفككًا.
الكتاب الذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية، يجيب عن الإشكاليات الأساسية التي بُني عليها مفهوم الحاكمية، بالإضافة إلى الإجابة عن أهم قضية متعلقة به، وهي قضية الحكم بغير ما أنزل الله، وما يتعلق بها، ومن الأسئلة التي يجيب عليها: ما هو مفهوم الحاكمية؟ وكيف نشأ المفهوم وإلى أي مدي تطور؟ وهل المقصود بها أن يكون لله سلطة دينية تنوب عنه كخليفة، أم الالتزام بشرعه؟ وهل رد الحاكمية لله في جميع الأمور يعني ألا يكون للإنسان نوع يختص به ويمارسه؟.
وفي التمهيد يبين الكتاب الفرق بين الحكم الكوني، الذي لا قدرة فيه لأحد إلا بعد إذنه تعالى، وبين الحكم الشرعي، الذي لا تكليف فيه إلا بعد ورود نص الشرع فيه.
الحاكمية عند جماعات العنف، وأول من استخدم مصطلح الحاكمية؟
وكذلك يُبين مفهوم الحاكمية عند جماعات العنف، حيث يوضح أول من استخدم مصطلح الحاكمية، ومعناه عند
المودودي وسيد قطب، وتطور هذا المفهوم عنده، ثم ينتقل الكتاب إلى استعراض مفهوم محمد قطب للحاكمية،
ومفهوم الحاكية عند محمد عبد السلام فرج، الذي زاد على مفهوم المودودي وسيد قطب الإجراء، فأوجب قتال
المسلمين؛ لأنهم في نظره غير مسلمين، والذي سار على نهجه تنظيم القاعدة والدواعش.
الأدلة التي بني عليها جماعات العنف مفهومهم الخاطئ للحاكمية
ويبين الكتاب أيضا الأدلة التي بني عليها جماعات العنف مفهومهم الخاطئ للحاكمية، عند كل من المودودي وسيد قطب وأخوه محمد قطب وغيرهم، ثم الرد عليهم بالمفهوم الصحيح لهذه الأدلة.
ثم ينتقل الكتاب إلى توضيح منشأ إشكال الحاكمية، الذي وضح فيه أن الإشكال الذي وجد عند المودودي وقطب ومن تبعهم أنهم استعملوا كلمة “حاكمية” بمعنى أن الله حاكم سياسي، وجعلوا الحكم السياسي من العقائد، ثم حَلَّ الكتاب هذا الإشكال، فبين معنى مادة حكم، معنى الحكم الشرعي، وما دخل العقل فيه.
الآثار المترتبة على مفهوم الحاكمية عند جماعات العنف
والكتاب يعرج على الآثار المترتبة على مفهوم الحاكمية عند جماعات العنف، من تكفير الحكام بناء على قضية الحكم بغير ما أنزل الله، ومناقشة ذلك والرد عليه، ثم ينتقل الكتاب إلى النظرية السياسية عند الجماعات الإرهابية، ويوضح توظيف هذه الجماعات لهذا المصطلح ليصلوا إلى سدة الحكم.