
- الزكاة إصلاح للنفس وتطهير للمال (1-2) - 8 يناير، 2019
- كتاب يُنصف الدين الإسلامي (1-2) - 3 يناير، 2019
- بارقة أمل في عصر الظلمة (1-2) - 2 يناير، 2019
بقلم المستشار الإعلامي
محمد فتحي الشريف
عندما تقدم المكتبة العربية (بحثًا) مبسطًا في صورة (كتاب) ينصف الدين الإسلامي ويصحح المفاهيم المغلوطة حول المسلمين، ويوضح حقيقة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله عز وجل، وكيف كان يتعايش أصحاب هذا الدين السمح مع الأديان الأخرى، وكيف أسّس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دولته، وكيف كان يخاطب أهل الشرك ويتعامل معهم.
إذًا علينا أن نطالع كتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي)، وأن نعي ما فيه من أفكار وأطروحات، فهو أساس قويم لبناء جديد يضم في لبناته مفهوم الخطاب الإلهي المنزل من المولى عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى المسئولين في العالم الإسلامي أن يأخذوا منهج هذا البحث ليكون بداية تصحيح المفاهيم الخاطئة التي روج لها أعداء الإسلام، بعد أن خلطوا الصحيح بالسقيم والصالح بالطالح، فحرفوا الأحاديث ودسوا سمومهم في المنهج القويم حتى اعوجّ وفسد، ومع ذلك حفظ الله قرآنه الكريم من إسرائيلياتهم وانحرافاتهم، وأعتقد أن هذا الأمر الجلل يتطلب ثورة حقيقية لإصلاح الخلل الواضح في الخطاب الديني.
فالباحث والمفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي استطاع أن يضع يده على مواطن الخلل والنقاط المظلمة في الخطاب الديني، من بداية عصر الفتن عقب وفاة سيدنا عمر بن الخطاب وكيف تحول من (الخطاب الإلهي) المنزل على رسول الله والذي يدعو إلى الرحمة والتفكير كما قال (الكاتب)، إلى خطاب متطرف يدعو إلى القتل والتكفير والتشرذم.
فهذا الباحث والمفكر الذي يمتلك الأدوات، استطاع قراءة المشهد في الماضي والحاضر، وله رؤية موضوعية حول المستقبل، وهو الأمر الذي رصده بمهارة فائقة من خلال خطوط عريضة يضعها أمام القارئ وتحليل منطقي لكل من الخطاب الديني والخطاب الإلهي، والأسباب التي زرعت الفتن وحولت السلام والمحبة إلى بغض وحرب، والخلاف إلى تناحر واقتتال، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، إلى تلاسن وخلاف وتكفير وقتل.
لقد وضع (الحمادي) أثناء مناقشة وعرض البحث آيات القرآن الكريم في موضعها الصحيح، فكان الخطاب الإلهي الداعي إلى الرحمة والتفكير صادر من الله عز وجل إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلغه للناس دون تدخل أو فلسفة جدلية وتحوير عن المراد الذي شرحه الرسول في سنته الصحيحة، فوصل إليهم الخطاب صحيحًا وكانت دعوة هذا الخطاب كما جاءت في القرآن(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُو َأَعْلَمُ بِمَن ضَلّ َعَن سَبِيلِهِۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) صدق الله العظيم.
في المقابل كان الخطاب الديني الداعي إلى القتل والتكفير والتطرف والعنف، من البشر الذين تدخلوا بفكرهما لمغرض إلى بث خطاب كراهية، يفرق ولا يجمع ويهدم ولا يبني.
منهجية البحث:
-
التفكير واحترام العقل منهج قويم:
حاول الباحث وضع منهجية تحترم العقل وتدعو إلى التدبر والتفكير في كل أطروحات العمل، ولذلك وصف الكاتب في مقدمة كتابه وضع العالم الإسلامي الحالي بالكارثي، ثم تعرض لبعض أسباب تلك الكارثة وكان على رأسها الخطاب الديني الذي دست فيه الروايات المحرفة وأفكار المنافقين، وصار التحريف نواة بنى عليها المتشددون والمنافقون وأصحاب الأهواء، مناهج بعيدة عن الدين الإسلامي، وأسسوا فرقًا وأحزابًا، وأصبحت الفجوة الصغيرة طاقة كبيرة للفساد والتكفير، فوقعت الحروب وسفكت الدماء، بعد أن أصبح أصحاب الخطاب الديني (المتطرف)أئمة وقادة، وحققوا مقاصدهم ومبتغاهم.
ثم كانت النتائج حاضرة في الماضي والحاضر والمستقبل، وهي الصراعات والمعارك والحروب التي بدأت منذأكثر من أربعة عشر قرنًا وحتى اليوم، وهو الأمر الذي أنهك قوى المسلمين وحول نفوذهم وقدرتهم وتطور حياتهم إلى تراجع وتخلف.
-
دور اليهود في الخطاب الديني الحالي:
أبرز الباحث دور اليهود في تفريق المسلمين حقدًا وحسدًا منهم على اختيار الله عز وجل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من قوم غيرهم، وهم شعب الله المختار كما يزعمون، لذلك زرعوا الروايات الإسرائيلية ونسبوها للصحابة رضوان الله عليهم ورددها الناس فيما بعد على أنها أحاديث، رغم أنها تحتوي على تناقضات كثيرة مع كتاب الله عز وجل، وبعضها يدعو إلى العنف والكراهية وهو منهج مخالف للمنهج الإلهي، وللأسف الشديد نجح مخططهم وتحققت أحلامهم، وصار الخطاب الإسلامي يدعو إلى الفرقة والعنف والتشدد ونسي عقلاء وعلماء المسلمين قول الله عز وجل (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) صدق الله العظيم.