
لأن علماء الشيعة، منذ قديم الأزل، يعلمون جيدًا أن معتقدهم فاسد ومخالف للخطاب الإلهي والقرآن الكريم، لذا فإنهم لجأوا إلى اللعب على عواطف المسلمين «الأميين» منذ مقتل الإمام الحسين بن علي، ليغرروا بهم ويسحبونهم تدريجيًّا نحو مذهبهم «الفاسد»، تارة بادعاء القربى من «آل بيت رسول الله»، وتارة أخرى بالتخفيف على أتباعهم من العبادات ويزعمون أن زيارة قبر الحسين أو التشفع به، يغنيك عن أداء المناسك والعبادات التي أمرنا بها الله، وأداها قبلنا النبي الكريم، عليه الصلاة والسلام.
وفي إطار دعوته الجريئة لكشف الادعاءات الزائفة التي يروج لها أصحاب المذاهب والملل، المحسوبين ظلمًا على الإسلام والمسلمين، يذكر لنا الباحث والمفكر الإسلامي علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه الجريء «المسلمون.. بين الخطاب الديني و الخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، رواية يروجها علماء المجوس على أتباعهم، ليجعلونهم أسرى لمعتقدات واهمة ومخالفة في مجملها لكتاب الله والخطاب الإلهي، الذي يعد القرآن الكريم هو دستوره وأساسه.
فيقول الكاتب الإماراتي، علي الشرفاء الحمادي: «ولنطلع على بعض أمثلة المبالغة واستغلال عواطف الأميين والتغرير بهم كما يلي (بشأن الخطاب الديني الشيعي):
زيارة الإمام الحسين بن علي عليه السلام:
يقول الإمام جابر بن يزيد الجعفيّ، أحد أئمة الشيعة، صاحب الإمام (الباقر)، عن جابر الجُعَفيّ قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لابنه (المفضل):
– كم بيـنك وبيـن قبـر الحسين (عليه السلام)؟
– قال بأبي أنت وأمي، يومًا أو بعض يوم آخر.
– قال: فتزوره؟
– فقال: نعم.
– فقال: ألا أبشّرك، ألا أفرحك ببعض ثوابه؟
– قلت: بلى جُعلتُ فداك.
– فقال لي: إنَّ الرجلَ منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكبًا أو ماشيًا وَكّل الله به أربعة آلاف مَلَك من الملائكة يُصلّون عليه حتى يوافي الحسين (عليه السلام)… يا مفضل: إذا أتيت قبر الحسين بن علي عليه السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فإن لك بكل كلمة كفلًا من رحمة الله.
– فقلت: ما هي جُعلتُ فداك؟
– قال: تقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارثَ نوحٍ نبيّ الله، السلام عليك يا وارثَ إبراهيمَ خليلِ اللهِ، السلام عليك يا وارثَ (موسى) كليمِ اللهِ، السلام عليك يا وارثَ عيسى روحِ اللهِ، السلام عليك يا وارثَ محمدٍ حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي وصي اللهِ، السلام عليك يا وارثَ الحسنِ الرضيِّ، السلام عليك يا وارثَ فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ، السلام عليك أيها الشهيدُ الصدّيقُ، السلام عليك أيها الوصي البارّ التقيّ، السلام على الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وعبدت الله مخلصًا حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم تسعى فلك بكل قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشـحّـط بدمه في سبيل الله، فإذا سلّمت على القبر فالتمسْه بيدك، وقل السلام عليك يا حجّة الله في سمائه وأرضه. ثم تمضي إلى صلاتك ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حـَج واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل، فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (عليه السلام) ناداك منادٍ لو سمعتَ مقالته لأقمت عند قبر الحسين (عليه السلام) وهو يقول طُوبى لك أيها العبدُ قد غنمتَ وسلمتَ، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، فإن هو مات في عامه أو في ليلته أو يومه، لم يلِ قبض روحه إلا الله وتقبل الملائكة معه يستغفرون له ويصلّون عليه حتى يوافي منزله، وتقول الملائكة يا رب هذا عبدك وافى قبر ابن نبيّك وقد وافى منزله فأين نذهب، فيناديهم النداء من السماء يا ملائكتي قفوا بباب عبدي فسبّحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته، إلى يوم يتوفّى، قال: فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى ويسبّحون الله ويقدّسونه ويكتبون ذلك في حسناته، وإذا توفي شهدوا جنازتَه وكفنَه وغسلَه والصلاة عليه، ويقولون ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب، فيناديهم: ملائكتي، قفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة). (انتهى الاقتباس).
تلك المقولة التي يعتمد عليها الخطاب الديني الشيعي واستطاعوا إقناع أتباعهم بها، علمًا بأن هذا الخطاب يتناقض كليًّا مع ما جاءت به آيات القرآن الكريم، كما سيرد ذكره في الآيات المشار إليها في الخطاب الإلهي.