كيف عالج الخطاب الإلهي العنصرية؟
يجب وضع أسس إيجابية لدى الأطفال والمراهقين لمعالجة التمييز والكراهية

- بالفيديو… كتاب يرسم الطريق إلى توحيد صفوف المسلمين - 6 يناير، 2021
- بالفيديو… لماذا يخاف الفرنسيون من المسلمين؟ - 5 يناير، 2021
- دور التنوير في تفكيك خطاب التطرف - 23 ديسمبر، 2020
العنصرية داء قد يصاب به الإنسان بسبب اختلاف في اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة، وجاء الخطاب الإلهي بعلاج هذا الداء في آيات القرآن الكريم فيقول الله تعالى: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (النساء :1).
ويقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الأحزاب : 13).
تأثير أحداث التمييز والعنصرية على النشء
عشرات الأحداث القائمة على العنصرية و التمييز تحدث من حولنا مثل مقتل رجل أسود في أمريكا، يعقبه مظاهرات في ولايات أمريكية وعدد من دول أوروبا، وحادث إطلاق نار على امرأة محجبة في فرنسا، ويعرف الأطفال والمراهقون بتلك الحوادث وقد يعتقد الآباء أن تجنبها وعدم الحديث عنها يعطيها شيء من عدم الأهمية.
تشجع بولي جيبسون، اخصائية علم النفس بجامعة (ميتشجين) الآباء على التحدث مع أطفالهم عن التمييز والعنصرية مؤكدة أن التجاهل والصمت يترك الأطفال عرضة للتحيز المنتشر حولنا.
وتقول «جيبسون» في تصريحات لإذاعة (إن بي آر) الأمريكية، «إنه من غير المريح التحدث مع الأطفال عن العنصرية لكننا لا نستطيع أن نتجنب الأشياء غير المريحة، لأن المشكلة ليست بعيدة عنا».
ومن جانبها تنصح منظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونيسف» بضرورة وضع أسس رؤية الأطفال للعالم بلطف واستخدام لغة مناسبة لتلك الفئة العمرية.
وأن يتتبع الآباء لأخبار العنصرية التي تنشر مع محاولة فتح أحاديث مع أطفالهم وسؤالهم عما يفكرون به بشأنها، وتقديم وجهات نظر مختلفة لتوسيع فهمهم.
وحين يسأل الطفل عن لون بشرة شخص فيمكننا أن نشير إليه بأنه اختلاف شكلي وأن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين البشر وأننا جميعًا مميزون.
كمل يجب العمل منذ الطفولة على إرساء أسس إيجابية ومعالجة الكراهية من خلال زرع نقيضها كالتعاطف والتسامح.
وينخرط المراهقون في تلك الفترة العمرية في الإنترنت ويسعون للنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فعلينا تشجيعهم على التعامل مع قضايا العنصرية من خلال الإنترنت بشكل إيجابي.
وإذا شاهدنا منهم تفكير متحيز أو كلام يحضّ على الكراهية سواء عبر الإنترنت أو في الحياة؛ فعلينا مساعدتهم لتعديل سلوكهم وتصحيح مفاهيمهم لرؤية الأشياء الدقيقة التي لا يفهمونها.