
الأطفال هم حُماة المستقبل، الذين سيحملون أمانة الدين والوطن في المستقبل القريب، والحفاظ على الأطفال هو جزء أصيل من الحفاظ على الدين.
ومن الأولويات التي يجب على كل مسلم التنبه لها هي حماية الأطفال من الأفكار المسمومة والروايات المُلفقة التي تعتمد عليها الجماعات التكفيرية لاستقطاب الشباب والأطفال بإسم الدين.
إنَّ دعاة الخطاب الديني المتطرف، إعتمدوا على عِدَّة مصطلحات شاذة لا علاقة بالإسلام الوسطي، وبثوها بين النشء والشباب، وهو ما تسبب في إفساد عقول الشباب.
حماية الشباب من دُعاة التطرُّف ضرورة
(مرصد الفتاوى التكفيرية) التابع لدار الإفتاء المصرية، رصد في بيان له طُرق ووسائل الجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب، ونبَّه الأُسر إلى ضرورة متابعة التغيرات التي تطرأ على أفكار أبنائهم لحمايتهم.
وأكَّد المرصد أنَّ الجماعات الإرهابية تستغل مجموعة مقولات دينية دون وعي بمعاني تلك النصوص ولا مقاصدها، إضافةً إلى التصور الدائم بإمتلاك الحقيقة والإهتمام المُبالَغ فيه بالإلتزام الشكلي.
وأشار إلى ذلك الإلتزام الذي يستهدف المظهر دون الجوهر، إضافةً إلى التسفيه من آراء الآخرين والإساءة إلى الرموز والعلماء.
حماية الشباب من دُعاة التطرُّف والعُنف والتكفير، ضرورة هامَّة، كما أكَّد المرصد، ما يحتاج المزيد من الجهد في متابعة الدوائر التي يتعامل معها الأطفال.
ولفت إلى المقولات التي يُرددها المتطرفين، وينقلها عنهم النشء المُنخدِع بها، مفادها تكفير الحُكام والمجتمعات المسلمة بدعوى «حُكْمُهم بما أنزل الله» وعدم رضاهم بتحكيم الشريعة.
مصطلحات شاذة تؤسس لكراهية الوطن
وأكَّد البيان أنَّ هؤلاء يحكمون على المسلمين بالكُفْر عَبْر التاريخ، حيث لم يَسْلمْ منهم أحد، إضافةً إلى كراهية الوطن ورَفْض المساواة بين أبنائه، لاسيما تحريم العمل في تخصصات بعينها.
وقال إنَّ تحميل النشء والأطفال في سِن مُبكِّرة بهذه الأفكار من شأنه أنْ يجعلها في منزلة المعتقدات التي لا يُحيدون عنها.
و أنَّ ذلك يُسهِّل من عمليات التجنيد والتحول نحو التطرُّف، وإتخاذ مواقف عدائية من المجتمع والعالم، بناءً على الأفكار التي تلقوْنها عَبْر صفحات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أنَّ ذلك لم يكُن بعيدًا عن الطُرق القديمة في التجنيد والتنشئة التي كانت تستخدمها تلك الجماعات عَبْر شعارات الدروس المجانية للطلبة.
تلك كانت المدخل الرئيسي في تجنيدهم، إلَّا أنَّ الواقع المُعاش الآن قد وضع عِدة مخاطر تُطِل علينا من مختلف الجهات.
ولفت إلى النشاط الكثيف للتنظيمات المُتطرِفة والتكفيرية على شبكات التواصل المختلفة والألعاب كعالم إفتراضي موازي يصعب السيطرة عليه أو مراقبته ويسهل من خلاله جَذْب الأطفال.
وأنَّ هناك تغيُّرات كثيرة طرأت على نَمَط الحياة وطبيعة الأسرة وتماسُكها، إذ أثَّرت بشكل كبير في قُدرتها على لملمة شَمْل أفرادها.
وأكَّد أنَّه أصبح من الصعب على الأُسر متابعة المُدخلات الفكرية والسلوكية كافةً التي يتعرض لها أطفالهم من خلال مجتمعهم الذي يعيشون فيه كالمدرسة والشارع ووسائل الإعلام.
و ضرورة تمسُّك الأسرة بدورها في كَونِها حلقة الوصل بين أبنائها والعالم الخارجي والتي تعبر من خلالها الأفكار المختلفة لهم.
و أنَّها وسيلة حماية لمَنْع نفاذ الأفكار المتطرفة وأداة لتوجيه الأبناء نحو القِيَم والأخلاق السوية من خلال التفاعل والتواصل الدائم.