الخطاب الإلهى

كيف نقرأ القرآن؟

في خلق السموات والأرض آيات لأولي الألباب الذين يتفكرون ويتدبرون

تحت عنوان «كيف نقرأ القرآن؟ خاطرةٌ لم تكتمل!»، كتب د.شعبان عبد الجيد، مقاله المنشور على صفحته الشخصية على الفيسبوك حول التدبر في كتاب الله تعالى.

ومما جاء في المقال..

كثيراً ما سألت نفسي وأنا أقرأ سيرة النبي الكريم.. ماذا لو كان قُدر لي أن أكون في مكة أيام بُعث؟ كيف كنت سأتلقى دعوته؟ كيف كان يمكن أن أتخلى عن عبادة الآلهة التي وجدت آبائي يعبدونها منذ مئات السنين؟ كيف سأتخلى، بسهولة أو بصعوبة، عن عقيدة ترسخت في عقلي وتسربت في وجداني؟

كنت أتصور أننا يجب أن نقرأ القرآن كما لو كان أُنزل إلينا ونحن لا نعرف من أمره شيئًا. نقرؤه وكأننا من قريش، لنا أفكارنا الساذجة والجاهزة عن الكون وخالقه، ونعبد ما كان يعبد آباؤنا.

كنت أقول إننا الآن نقلد آباءنا ومشايخنا وأساتذتنا فيما يصنعون، ونردد ما يقولون، ونعتقد ما يعتقدون، وندين بما وجدناهم يدينون به. ولا فرق كبيرًا إذن بيننا وبين ما كان يقوله أهل مكة للنبي العظيم.

فلا تجربة خاصة، ولا تفكر مستقل، ولا محاولة ذاتية للتعرف على الخالق العظيم.

ثم إن أكثرنا لا يحسن فهم القرآن، حتى لو كان يجيد قراءته والتغني به. إن كثيرًا من مفردات القرآن تبعد عن فهم العربي المعاصر، وهذا يتبعه حتمًا أن تبعد عنه معانيه ودلالاته. ويبدو أكثرنا وهو يقرأ القرآن وكأنه يقرأ نصًا أجنبيًا. وهذا ليس مخجلًا فحسب، بل خطيرًا وكارثيًا أيضًا.

إن غياب دلالة النص معناه غياب هدفه وغايته.. وإلا فما معنى أن أحدثك بلغة لا تفهمها وبمفردات لا تعيها؟

إن إيماننا في مجمله إيمان المقلدين.. وهو مردود عند أكثر الفقهاء.. ولا أعتقد أن له وزنًا كبيرًا عند الله.. ففي خلق السموات والأرض آيات لأولي الألباب الذين يتفكرون ويتدبرون.. والقرآن نفسه قد نزل لنتأمله ونتدبره.. إلا إذا كانت على القلوب أقفالُها.

وارتحت كثيرًا حين قرأت كتاب الأستاذ العقاد (التفكير فريضة إسلامية) وكتاب الدكتور محمد يوسف موسى عن (القرآن والفلسفة) وكتاب الشيخ نديم الجسر عن (قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى