رؤى

كَشْف البُهتان

مَقولة إنَّّ الإخوان لم يستخدموا العُنف إلا ضد الإنجليز والصهاينة «غير صحيحة»

خالد منتصر

صَدَر كِتاب «كَشْف البُهتان» فى ميعاده بالضبط.. واستطاع مؤلفه عبدالرحيم على، الباحِث المُتخصص فى دراسة الحركات الإسلامية، أنْ يضع أيدينا على تناقُضات الإخوان المسلمين..

وكَشَف ما هو إستراتيجي، وما هو تكتيكى فى فِكرهم، فالتكتيك مرحَلي لإكتساب أنصار جُدُد وتزييف وعيهم بأنَّهم حركة لا تَعرِف العُنف وتتسامَح مع الأقباط وتُعلِى منْ شَأن المرأة..

أمَّا الإستراتيجية الفكْرية التى كَشَف عنها مؤلف الكِتاب، فتقوم على أنَّ العُنف هو لُحْمة وسُداة نَسيج تفكيرهم

وأنَّ الأقباط، وجميع الديانات الأُخرى، بل وكل مسلم لا يتفِق مع تفكيرهم، هم كَفرَة إلى أنْ ينخَرِطوا فى تَنظِيمهم.

أمَّا المرأة فهى وسواسِهم المُزمِن، مُجرَد كائن هامشى يُثير الغريزة، والشِفاء منها لا يَتأتى إلا بحبْسِها فى المنزِل لأنها ناقِصة عَقْل ودين ويسكُنها شيطان وهى وَقود جَهَنم!

(سيد قطب) زَرَع بذور التفكير الجِهادى العنيف

يبدأ (عبدالرحيم ) كِتابَه من الجُذور، حيثُ يقف سيد قطب فى مُقدمة المَشْهَد زارعاً بُذور التفكير الجِهادى العنيف، وصَك مُصطلحات الحاكِمية والجاهلية وحِزْب الشيطان والطاغوت.

وَضَّح المؤلف، بإقتباسات من كِتابات زُعماء الجِهاد والجماعات الإسلامية، كيف صدَّر (قطب) فِكْر العُنف إلى صالح سرية والظواهرى والزرقاوى..

وكيف تفَرعَت من شجرة فِكْره التكفيرى غابة التطرُف وأحراش تنظيمات القَتْل والذَبْح.

كَشَف المؤلف بُهتان مَقولة إنَّ الإخوان لم يستخدموا العُنف إلا ضد الإنجليز والصهاينة، وسَرَد وقائع العُنف الرهيبة التى كانت فيها طلقة الرَصاص هى خَيَر توصيلة إلى الجنَّة فى إعتقاد الإخوانجى ابن التنظيم السِّرى.

حكى (عبدالرحيم على) عنْ تفْجير فُندق الملك جورج وحادِث جَبَل المُقطم وإغتيال (القاضى الخازندار) ونَسْف محكَمة الإستئناف ثُمَّ الصُعود إلى مرحلة قَطْف الرؤوس الكبيرة بإغتيال ماهر والنقراشى..

ولم تتوقَف مَسيرة العُنف بعد حادث المنشية فقد إتضحت بَصَمات الإخوان فى حادِث الفنية العسكرية فى زَمَن السادات.

المرأة والأقباط في الفِكر القُطبي الإخواني

لا يجوز بِناء كَنيسة فى دار السلام، ولا يجوز بناؤها فى العاشر من رمضان لأنَّها بلاد أقامها مسلمون، ولا فى الإسكندرية لأنَّ المسلمين فتحوها بالقوة!!

هذا ليس مَقْطعاً من بيانات تنظيم القاعِدة ولكنَّها فتوى من مُفتى الإخوان الشرعي الشيخ (محمد عبدالله الخطيب).

والذى أضاف أنَّ النّصرانية التى تموت وهى حامِل من مُسلم لا تُدفَن مع المسلمين حتى لا يتأذَى الجَنين بِعذابها!، فهل لنا أنْ نُصدق عِناق قادَتهم للأقباط بعد هذه الفتاوَى المُرعبة؟!.

المرأة فى الفِكْر القُطبى الإخوانى لا يجِب مُساواتِها فى التّعليم بالرِجال، وإذا تَعلَّمت التعليم نفسه فَسَتفْسَد طبيعة الأُنثى بسبب هذا الشُذوذ، على حَد تعبير سيد قطب!!

المرأة عِنْد الإخوان هى المسؤولة عنْ فساد المجتمع وإنهيار أخْلاقه، وخُروجها إلى الشارِع مؤامرة صهيونية كما هو مكْتوب فى «الظِلال» الجزء الثالث..

وخِتانِها واجِب ووِقاية لشَرَفها وحِفْظ لعَفافِها كما كَتَب مُفْتيهم فى العدد 59 من مجلة الدعوة.

برغم كُل ما قِيلَ فما زال البُهتان يكْسِب أرضاً فى المَيدان.

 

المصدر:

مقال «كشف البهتان في فكر الإخوان»، المنشور بالموقع الرسمي للدكتور خالد منتصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى