الخطاب الإلهى

زعماءُ الخطاب الديني سلاح اليهودِ لتفريق الأمة

قيادات الجماعات المتطرفة إعتمدوا على روايات وإسرائيليات مدسوسة لإثبات شرعيتهم الباطلة

يُواجه المسلمون اليوم قولين متناقضين في مرجعيّتهم لاستنباط التشريع الإسلامي؛ قولاً يعتمد على روايات منسوبة للصحابة، وقول الله الذي أنزله على رسوله في القرآن.

ترتبت عليها قضية خطيرة خلقت حالة من التصادم بين روايات نسبت للصحابة كتبت بعد أكثر من قرن ونصف القرن من وفاةِ الرسول والصحابة وآيات الله في كتابه.

تلك القضية خلقت حيرة في العقل الذي يُحاول أنْ يجد مخرجًا من حجم الروايات التي تراكمت في عقول القيادات الدينية على مرّ العصور.

هذا ما أكده المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» الصادر عن مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث».

الشباب حائرون بين روايات منسوبة للصحابة والقرآن

وأوضح «علي محمد الشرفاء الحمادي» أنّ تلك الروايات خلقت بلبلة في أفكار الشباب الذين يحاولون اختراق الظُلمة الداكنة من الروايات التي حجبت المتنورين في استجلاء حقائق الرسالة الإسلامية.

وقال: إستطاعت أنْ تُكوِّن حاجزًا أمام عقولهم على التفكير لتحريره منها، لكي يبحثوا عن بديل آخر في الخطاب الإلهي الذي أرسله الله سبحانه هداية ورحمة للناس.

وأضاف: ليستنبطوا شريعتهم منه ويتعلموا منه فضائل الأخلاق والقِيَم النبيلة، ويتعرفوا على حقيقة رسالة الإسلام المُختطَفة منذ قرون عديدة من القرآن الكريم.

حسم الله سبحانه الأمر بقوله تعالى «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف: 3).

صرْف الناس عن القرآن بمختلف الوسائل والإسرائيليات

وأشار إلى أنه بهذه الآية يأمرنا الله باتباع القرآن ليكون هو المرجع الوحيد للمسلمين ليضمن لهم طريق الهداية والصلاح.

ذلك بالإضافة إلى خروج المسلمين من الظُلمات التي أحدثتها المرجعيات المذهبية المختلفة والمتصارعة، معتمدين على الروايات التي فرَّقت المسلمين شيعًا وأحزابًا.

وذكر أنهم انصرفوا عن الخطاب الإلهي إمّا بقتال بعضهم البعض، وإما في معارك فكرية كلٌ له حُجته وتفضيل مذهبه على غيره، ويُعلي من شأن المذهب الذي يتبعه لينشأ صراع فكري.

وأشار إلى استعلاء كل طرف على الآخر، ويسود الغُلو والتطرُّف الذي تسبب في صراعات دموية على مدى أربعة عشر قرنًا، حيث كانوا يَستهدِفون النور الذي أنزله الله على رسوله.

وقال الله سبحانه و تعالى «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (التوبة: 32).

ولفت إلى دورهم في صرْف الناس عن القرآن الكريم، بمختلف الوسائل والشائعات والإسرائيليات التي تُشكك في الخطاب الإلهي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى