طاقة نور

وثبة خارج الجاذبية العربية (2-3)

من القضايا المهمة التي ناقشها «الشرفاء» قضية الروايات التي اختلقها الشيعة حول «الحسين»

د. محمد أبو زيد الفقي

في الصفحات التالية سوف نعرض لبعض الفقرات من كتاب: المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي، لمؤلفه الأستاذ/ علي محمد الشرفاء الحمادي. لكي تقف على فكره، وعلى هذه الوثبة الكبيرة التي قام بها، في مجال الفكر الإسلامي، فخرج بها بعيدًا عن خيالات الفكر العقيم، وخرافات الاعتقاد السقيم، وهذه الوثبة الرائعة له، في فضاء الحقيقة الباهرة، وتكفيه حتى لو لم يكتب غيرها، إن هذا الكتاب قارعة، تُسمع الموتى، وتوقظ النوام، وتعيد الأمة إلى عهدها الباهر، ومن خلال كلماته الواعية سنتعرف على فكره ونطلع على ما يدور في خلده.

عند بداية الصراع الفكري مع اليهود في المدينة يقول: ولما باءت معاركهم بالفشل، اتجهوا إلى الحرب النفسية بدس الروايات، ونشر الإشاعات المسيئة للرسول، والتي تخلق تناقضًا مع دعوة القرآن، والحث على الأخلاق، والفضيلة، والعدل، والسلام، في هذه الفقرة تتضح ألاعيب اليهود، واستخدام ذكائهم ضد الأمة الناشئة ومن هذه الروايات التي دسوها وأصبحت مقدسة عند بعض من يدَّعون العلم، وعند عامة المسلمين، وسوف أرويها بالمعنى:

  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل مع رجل، فوجده يأكل بشماله فقال له كل بيمينك، قال: لا أستطيع، فكررها عليه.

فقال الرجل: لا أستطيع.

فقال الرسول: لا استطعت، فشُلت شمال الرجل في الحال.

  • أنه تزوج صفية بنت حيي في يوم مقتل زوجها، وبعد أن خطبها منه أحد الصحابة، ولكنه لما طلب رؤيتها وجدها جميلة جدًّا، فقال للصحابي: ابحث عن غيرها، ثم دخل عليها في نفس اليوم دون براءة رحم، أو مراعاة لحالتها النفسية بسبب مقتل زوجها.

هذه الأكاذيب وغيرها يرفضها القرآن الكريم، والله تعالى في القرآن برأ رسوله من كل خلق ذميم قال تعالي: [وإنك لعلى خلق عظيم] فلا يمكن لصاحب الخلق العظيم، أن يفعل هذه الأفعال التي لا تقبل من الإنسان العادي.

ويرى الأستاذ/ علي الشرفاء أن علماء المجوس فعلوا بالمسلمين كما فعل بهم اليهود، وذلك عندما وجدوا أن قوة المسلمين تكمن فيما يحملونه في عقولهم وقلوبهم بإيمان بما أنزله الله عليهم، في كتاب كريم، وهو القرآن فاتخذوه هدفًا، ليصرفوا المسلمين عن الخطاب الإلهي، ولجأ إلى حيلة خبيثة، وهي دفع علمائهم إلى اعتناق الإسلام، لكي يقوموا بتخريبه من الداخل، ويتعرفوا على أسراره، ويكتشفوا مواطن الضعف عند المسلمين، فاستخدموا نفس أساليب اليهود، باستخدام الحرب النفسية التي تقوم على الإشاعات، واختلاق الروايات، ونسبتها إلى صحابة الرسول، وأحاطوا الصحابة بهالة من القداسة حتى رجحوا أقوالهم على القرآن الكريم [نقل بتصرف من صــ41]، رأينا في السطور السابقة اتحاد التخطيط بين اليهود، والمجوس، رغم اختلاف الوازع، وتباين الهدف، وهكذا سار جمهور من المسلمين خلف هذه الخطة الماكرة، وظلوا يرددون هذه الروايات المختلقة إلى يومنا هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

من القضايا المهمة التي ناقشها الأستاذ/ علي الشرفاء، قضية الشيعة، والروايات التي اختلقوها حول الإمام الحسين، ومن ينظر بشكل علمي إلى قضية الحسين، يرى أنها قضية سياسية من أولها لآخرها، وربما أريد بتمجيد الحسين، الاستقلال عن الأمة بمرجعية جديدة.

ولقد ذكر الدكتور/ إبراهيم شعوط في كتابه أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ، ذكر قصة مقتل الحسين، وقال إن الحسين غُرر به ويُلام على خروجه من المدينة لقتال جيش يزيد، وعدم إطاعة أخيه الأكبر الحسن بن علي؛ لأنه طلب منه عدم الخروج، وقال له إنني بايعت يزيدا، وأن أهل العراق ــ وقتها ــ سيقتلونك كما قتلوا أباك، فلا تذهب إليهم.

وعند تقييم موقف الحسين تقييمًا علميًّا مجردًا بعيدًا عن العواطف، يتلخص فيما يلي:

  • أنه خروج على الحاكم المسلم بعد البيعة التي بايعها أخوه الحسين بن علي.
  • أنه خرج من المدينة واتجه إلى العراق لقتال جيش من المسلمين، وليسوا من الكفار.
  • أنه عصى أمر أخيه بعدم الخروج.
  • لم تكن له بيعه سابقة يعوَّل عليها، بل هذا الخروج حدث بعد اتحاد المسلمين خلف حاكم واحد، وهو يزيد بن معاوية.

هذا هو الموقف العلمي المجرد، لا يقدح في قدر الحسين ولا في نسبه إلى رسول الله ــ وإن كانت الأنساب لا وزن لها يوم القيامة، وحسابه على الله، وإن كنا نأمل أن يرزقه الله الرحمة، والرفعة يوم القيامة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى