
ما أكثر الجرائم الفكرية والعقائدية، التي يتم ارتكابها باسم الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، وأحفاده وأقاربه وأصحابه، وكلهم منها براء، بل إنهم جميعًا حذروا من ذلك وتبرأوا منه منذ أكثر من 1400 عام، بل والأكثر من ذلك، أن الله سبحانه وتعالى بنفسه حذر من تلك الفتنة الكبرى التي نعيشها في وقتنا الحاضر بآيات منزلات في القرآن الكريم، منذ 14 قرنًا من الزمان!
هذه هي الحقيقة التي يؤكد، ويصر عليها ويكررها كثيرًا، الكاتب والمفكر العربي الكبير، علي محمد الشرفاء الحمادي، في صفحات عديدة بفصول كتابه الكاشف للحقائق «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، مشيرًا إلى أن علماء الشيعة والمجوس، ويساندهم في ذلك اليهود، هم السبب وراء ما صار يؤمن به العامة والبسطاء من الناس، من أن هناك عصمة لأحد من المسلمين الأوائل، سواء لقربهم من الرسول عليه الصلاة والسلام أو حتى لقرابتهم العائلية منه.
ويستشهد الباحث الإماراتي، علي الشرفاء الحمادي، في قضيته الجديدة التي يفجرها على صفحات كتابه الشائق «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، بآيات القرآن الكريم، باعتبارها المرجع الأساسي والدستور العظيم الذي تقوم عليه الأمة الإسلامية وعقيدتها وفكرها، موضحًا أن:
«الله تعالى يقول في سورة الأحزاب:
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رجالكم وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمًا).. (الأحزاب: 40)
بهذه الآية الكريمة، يريد الله سبحانه، عدم توظيف أي بشر من خلقه في الانتماء إلى نَسَب رسول الله حتى لا يتم اتخاذ أحفاد الرسول أو أقربائه بعلاقة النسب، أن تكون لهم مكانة مقدسة تُستَغَل من قبل الحاقدين على الإسلام بتقديمهم كشركاء في الرسالة السماوية وأنهم معصومون، ولهم مكانة خاصة عند الله سبحانه؛ حتى لا يتم استخدامهم بواسطة روايات مزوَّرة ومبالغات لا تتفق مع القواعد القرآنية لأغراض سياسية أو مصالح دنيوية، والتي تؤكّده الآية الكريمة أعلاه بأنّ الله سبحانه اختار محمدًا عليه الصلاة والسلام وحده فقط لتبليغ الخطاب الإلهي للناس.
والهدف من هذه الآية قطع الطريق على المتربصيـن بالدين الإسلامي في توظيف أقرباء الرسول وأحفاده في خدمة مآربهم الشيطانية، لخلق فِـرق دينية تتناقض مع رسالة محمد ــ عليه الصلاة والسلام ــ وتصطدم مع المنهج الإلهي لينصرف الناس عن القرآن الكريم ويُحدِثُوا البلبلة بين الـمسلمين، التي تؤسس القواعد للفتن والصراع.
ومثال على الخطاب الديني عند الشيعة الذين قدَّسوا (الحُسين) وجعلوه شريكًا لله في معرفة الغيب، ولديه القدرة على التوبة عن المذنبين والمغفرة عن المخطئين يتوسط لهم عند الله بقبول توبتهم وإلغاء عقوبتهم بما ارتكبوا من آثام وذنوب. وبذلك يجعل التابعين للمذهب الشيعي يستسهلون ارتكاب المعاصي طالما (الحُسين) سيرفع عنهم العقوبة بمجرد زيارة قبره.
تلك عقيدتهم، التي تعتبر ميلاد دينٍ موازٍ لدين الإسلام يتحقق به للفُرس المنافسة على الدين الذي أنزله الله على الرسول العربي تحقيقًا لانتصارهم على العرب، وعقابًا لهم بما ارتكبوه من إسقاط الإمبراطورية الفارسية.