الأسرة والمجتمع

مبادرة تحمي الأسرة من التفكك

تأهيل المقبلين على الزواج لتحمّل المسئولية

الطلاق بات شبحًا يُهدِّد المجتمع واستقراره، بعد ما كشفت الإحصائيات عن بلوغه نسبة عالية، وأصبح مشكلة ضخمة ومرعبة، ما يحتاج لتأهيل المقبلين على الزواج.

أحدث الإحصائيات التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في جمهورية مصر العربية، كشفت أنَّ مصر شهدت 887 ألف حالة زواج مقابل 211 ألف حالة طلاق خلال 2018، حيث تتشابه الأسباب والظروف والدوافع التي تقف وراءه والتي تتمثل في:

عدم الوعي والإدراك لثقافة الحياة الزوجية والفهم الخاطئ للحقوق والواجبات وتراجع دور الأسرة في البناء المجتمعي والمفهوم الخاطئ للحريات والجهل بأحكام الدين.

حلول لعلاج ظاهرة الطلاق

وضع المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، حلولًا وطُرقًا لعلاج تلك الظاهرة والحد منها، خاصة بعد ارتفاعها بشكلٍ كبير.

فقد رأى في كتابه «الطلاق يهدد أمن المجتمع» الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث، ضرورة إصدار قانون بإنشاء “مكاتب رعاية الأسرة” في المدن أو المراكز في كل محافظة ليقدم خدماته الجليلة للمواطنين، مع وجود طبيب نفسي أو اخصائي اجتماعي منتدب من وزارة الصحة في هيئة المكتب.

الهيئة المذكورة في اقتراح علي محمد الشرفاء الحمادي، تضمنت أيضًا مأذون منتدب من وزارة الأوقاف ومستشار قانوني منتدب من وزارة العدل وتكون تبعية المكتب الإشرافية لوزارة السكان.

يعمل المكتب على استدعاء الزوجين في حالة طلب أي منهما الانفصال، وبحث الأسباب المادية والمعنوية مع محاولة الإصلاح بينهما وإعطائهما مهلة ثلاثون يومًا للوصول إلى اتفاق يُرضي الطرفين وإذا اقتنعت هيئة المكتب بفشل محاولات الصلح وإصرار الطرفين على الانفصال، تُصادق على ذلك.

دورات لتأهيل المقبلين على الزواج

ذلك دفع دار الإفتاء المصرية إلى محاولة وقف تفشي الظاهرة، فاعتمدت على تنظيم دورة تدريبية للمُقبلين على الزواج، لتأهيلهم لتحمّل المسئولية وضمان استمرارية الحياة الزوجية.

القائمون على هذه الدورة يرسمون خريطة الحياة الزوجية والتخلص من أوهام الزواج والتعرُف على لُغة الرجل والمرأة وتحويل قضية الزواج إلى رسالة وغرس روح الشريعة في بناء الأُسرة.

الدار تتعامل مع مشكلة الطلاق بالوعي وليس القانون فقط، إذ يتم تدريب المقبلين على الزواج على كيفية إدارة الخلافات الزوجية.

 

أبرز بنود الدورة

اتخاذ القرار الصائب وكيف تدار الضغوط الأُسرية والاقتصادية والتعامل معها وزيادة وعي الإنسان وكيف يلجأ إلى الحل الإبداعي في حل مشاكله.

الدورة تُزوِّد الشباب والشابات بالخبرات والمهارات التي يستطيعون بها تأسيس بيت قوامه المودة والرحمة والحب.

تلك الخبرات تجعلهم يواجهون مصاعب الحياة التي قد تجعل من البيوت كيانًا هشًا إذا لم يكن ساكنوه لديهم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة الزوجية.

توعيتِهم بمعنى عقد الزواج وما يترتب عليه من حقوق وتبيّن آثاره والتزاماته.

تقديم الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية ونصائح متعلقة بالإنجاب وسُبل تنظيمه لأنه يُعد من الأمور الضرورية.

هذه الدورة شهدت إقبالًا شديدًا من المواطنين بعد تحويل الزواج من فكرة إلى قُدرة على الحياة ونقل الخِبرات المهنية إليهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى