
- الصلاة على النبي - 25 مايو، 2023
- استراتيجية بناء النظام العربي - 22 مايو، 2023
- السلام أساسه العدل - 17 مايو، 2023
أرجو التركيز على مساواة الرجل بالمرأة حسب آيات الذكر الحكيم، حيث قرأت تصريحًا لشيخ الأزهر يدَّعى أن مساواة المرأة بالرجل يصطدم مع الدين، وذلك جهل واضح برسالة الإسلام وإثبات المساواة كما يلي :
1- قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (النساء : 1)
منذ الخلق ساوى الخالق سبحانه بين الرجل والأنثى وكلاهما من نفسٍ واحدٍ فهما متساويان عند الخلق.
2- قال تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» (البقرة : ١٨٧)
3- قال تعالى: «إِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (البقرة : 227)
تساوت المرأة والرجل فى هذه الآية بحق قرار الطلاق بنفس المستوى للرجل والمرأة.
4- قال تعالى: «فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَاۗ» (البقرة : 233)
وأيضا تؤكد هذه الآية حقًا متساويًا في إرادة الانفصال فليس للرجل ميزة على المرأة.
5- قال تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَاۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (النساء : 35)
لقد تساوت إرادة الرجل والمرأة وحق القرار لكلٍ منهما، فلا توجد ميزة للرجل على المرأة.
6- قوله تعالى: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا» (الأحزاب : 35).
الاستثناء في المساواة بين الرجل والمرأة
تلك الأحكام الإلهية التي ساوت بين الذكر والأنثى (بين الرجل والمرأة) دون تمييز بينهما، وقد اقتضت حكمة من استثناءين لأسباب جوهرية وهي:
1- «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ» (النساء : 11)
فذلك الحكم ليس ميزة للرجل ولكنه يقابله تكليفه الإنفاق على الزوجة والأولاد، فهو إذَن مسؤولية يلتزم القيام بها لرعاية الأسرة وليس فيها أفضليّة للرجل،
حيث قال سبحانه: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ» (النساء : 34)
لذلك السبب اقتضت حكمة الله حُكمًا (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ)
2- الاستثناء الثاني: فيما يتعلق بعقود الدّين فقط، جعل الله رجلين أو امرأتان ورجل واحد لحكمة عنده في أداء الشهادة، ومُحدد هذا الحكم في حالة واحدة فقط وهي عقد الدّين بين طرفين، أما في بقية أمور الحياة لشهادتها والرجل متساويتان.
أردت أن أضيف تصحيحًا لبعض المفاهيم التي وضعها الرجال لصالحهم كما كانوا يعاملون المرأة في الجاهلية لمُتعة الرجل.
فتعليقًا على تصريح شيخ الأزهر بأن مساواة المرأة بالرجل يتصادم مع الدين، فإنه بالاستناد إلى الآيات البيّنات تؤكد مساواة الرجل والمرأة في العبادات 100% مع استثناءين في المعاملات، مما لا يقلل من مساواة المرأة للرجل لتصحيح المفهوم الخاطيء السائد من أيّام الجاهلية الأولى.
المصدر:
مقال «على محمد الشرفاء يكتب: مساواة المرأة بالرجل فى القرآن»، المنشور بموقع الشعلة.