مطالب بفلترة المعونات لتصل لمستحقيها
خبير اقتصادي: ترسيخ التكافل في المجتمعات ضرورة قصوى في ظل الأزمة العالمية

طالب الخبير الاقتصادي، د. شريف الدمرداش، بترسيخ التكافل داخل المجتمع وضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجًا، في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال في تصريح خاص لـ«التنوير، إنه لا بد من استهداف الفئات الأكثر احتياجًا في الظروف الحالية، مع ضرورة فلترة المعونات بحيث تصل إلى مستحقيها الحقيقيين وليس الأشخاص الآخرين الغير محتاجين للإعانات.
التكافل داخل المجتمع
وأوضح الخبير الاقتصادي أنه يوجد احتياجات أساسية للإنسان ولا يستطيع أن يستغنى عنها، وهي المقومات الإساسية للبشرية مثل الرعاية الصحية والغذاء.
وأشار إلى أن الدول في هذه الظروف من المفترض أن تدعم المواطنين، وتخفف من أعباء التكلفة التي يتحملها المواطنين.
وذكر أن أكثر الناس احتياجًا هي الطبقة الوسطى والأقل منها، التي أصبحت غير موجودة.
كتاب «الزكاة.. صدقة وقرض حسن»
ويتفق ذلك مع ما تضمنه كتاب «الزكاة.. صدقة وقرض حسن» للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير، الذي يتناول ركنًا من أهم أركان العبادات والذي يرسي قاعدة التكافل الاجتماعي.
وفي ذلك قال الله تعالى: «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة: 271).
ورأى أنه تتصدر الزكاة كافة مسارات الإنفاق، وتجسد أعلى صوّر التكافل الاجتماعي. وبها يعمر المجتمع ويزدهر.
وذكر المفكر علي الشرفاء، أن مقاصد الخطاب الإلهي في شأن الزكاة، تحمل من الدلالات العظيمة ما يعجز عن إدراكه الكثير ممن تسموا بعلماء وفقهاء.
فالزكاة في التشريع الإلهي تحمل بين طياتها سرًا من أسرار هذا الدين القيِّم. حين تكون الزكاة عاملًا هامًا، وأداة محورية في الحفاظ على وحدة الأمة وسلامة مجتمعاتها.
أهمية الزكاة كما عرضها المفكر علي الشرفاء
وقد سُميَّت الزكاة بهذا الاسم، لأنها تُزكي النفس البشرية وتطهرها، وتجعلها مطواعة للخير، بعيدة عن الشر وبفعلها يصلح المجتمع ويأتلف ويغدو متماسكاً، قوياً كالبنيان المرصوص.
ومن هنا، جعلت الزكاة ركنًا وفرضًا، حالها حال الصلاة والصيام وحج بيت الله الحرام، مصداقًا لقوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة: 110).