- مقاصد القرآن وسلوك المسلم - 11 يونيو، 2019
لقد أدى «تجميد» العلاقة الجدلية الحية بين القرآن والواقع إلى فجوة مهولة بين مقاصد القرآن وسلوك المسلم، بما هي قيم عليا مشتركة يلتقي عليها الإنسان في كل وقت أو يسعى إليها، إن هي عرضت عليه وتبين له استقامتها وقدرتها على الرقي به فكرًا وسلوكًا.
وﻷن الحياة تتغير، وﻷن التداخل الثقافي بين الشعوب لا بد منه، وهو في عصرنا أسرع من سواه، وعليه فقد تطورت مجتمعاتنا بعيدًا عن النص، فالتفسير القديم كان تلبية لحاجات قديمة، فرضها الواقع والتاريخ فرضًا، وليس من الحكمة أن نلحق واقعًا بواقع آخر، أو نرهن حركة تاريخية بأخرى مغايرة لها!
لم يعد الماضي إذن ملائمًا للحاضر، واﻹنسان – في النهاية – لا بد له من الدين.. وهنا نجد المسلم الذي انفصل عن النص يتمسك بشكل الدين دون جوهره، ويتغلغل الدين في الكثير من الممارسات الاجتماعية التي أخذت بعدًا طقسيًا، يرضي مشاعر المؤمنين ويقنعهم – في الظاهر – بأنهم على الصراط يسيرون.
ونتيجة لذلك كله أن ازدادت الهوة بين القول والفعل، ولعلك لا تحتاج إلى من يحدثك عن ممارسات عموم المسلمين في الخفاء ومجافاتها – كثيرًا – لما يدّعونه في العلن.