المرصد

مناهج تصويب الخطاب الإسلامي

الأمة تحتاج للعودة إلى القرآن لما يحمله من خير وصلاح

تصويب الخطاب الإسلامي أمر بات ضروريًّا وبشكل عاجل، من أجل إنقاذ الأمة مما تُعانيه من ضلال وأفكار تسيء لصورة الإسلام.

التصويب يعني العودة المباشرة إلى القرآن الكريم، لما يحمله من خير للأمة، ما يعني تنقية  الخطاب مما لحقه مؤخرًا.

تلك تُمثل رؤية الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، من أجل ضمان تصويب الخطاب الإسلامي بشكلٍ مناسب ولائق.

ضرورة تصويب الخطاب الإسلامي

الخطاب في الآونة الأخيرة تأثَّر بالعادات والتقاليد والابتعاد عن روح النصوص المقدسة ومقاصدها وغاياتها؛ مثل النظرة غير الإسلامية للمرأة.

تلك النظرة أثقلت كاهل المرأة المسلمة وبخاصة العربية بشيءٍ غير قليلٍ من القيود والحواجز التي لا نجدها في صريح القرآن بل تتناقض معه.

كذلك يجب تنقية الخطاب من التأثر بالثقافات المخالفة، والتي تتعاكس مع ثقافة الإسلام، وبخاصة فيما يتعلق بالإباحية.

ذلك ليس بعيدًا عن التفلت وما يُسرَّب تحت مظلة حقوق الإنسان من القول بالشذوذ والإجهاض ونحوها فكلها آفات ضارة للخطاب الإسلامي الصحيح.

وذكر «جمعة» أنه إذا كنَّا نرفض الخطاب الديني المتشدد والمتشائم والمهول والمتطرف فإننا بالقدر ذاته نرفض الخطاب الديني اللعوب.

ذلك الخطاب المفتوح والمختلط بعناصر شاذة لا يرضى عنها الإسلام من قريب أو بعيد، فكلا هذين الخطابين شاذٌّ ومنحرف ومرفوض وغريب على هذه الأمة الوسط، وغريب على دينها الوسط.

الخطاب الصحيح هو الخطاب الذي يُقوِّم الواقع ويضبطه ويصححه على أساس من هذا الدين الذي يرتكز أول ما يرتكز على مقومات الفضيلة والأخلاق واحترام القيم.

ليس المقصود من تصويب الخطاب الإسلامي هو مسايرة الخطاب للواقع وتبريره حتى وإن كان هذا الواقع منحرفًا وشاذًّا.

مثل هذه المحاولات هي هدم للخطاب الإسلامي وتقويض له من الجذور وليس من التجديد لا في قليل ولا في كثير.

العودة إلى القرآن ضرورة لضمان صلاح المسلمين

مناهج الخطاب الإسلامي الذي نحتاج إليه يتمثل في العودة إلى القرآن الكريم وجعله كتاب هداية، وأن نطّلع على السنن الإلهية التي أرشدنا الله إليها.

مثل سنة التوازن والتعارف والتدافع والتكامل، وأيضًا إدراك المبادئ العامة؛ مثل: أنه «لا تزر وازرة وزر أخرى»، و«القصاص حياة»، و«عفا الله عما سلف»، و«جزاء سيئة سيئة مثلها».

وكذلك مقاصد الشريعة؛ من حفظ النفس والعقل والدين وكرامة الإنسان والْمِلك والقواعد الكبرى؛ مثل: «رفع الحرج»، و«المشقة تجلب التيسير»، و«العادة محكَّمة».

وأكد أنه يمكن أن نحول القرآن إلى كتاب هداية يبني العقل المسلم ويُرشده بنوره إلى نوال سعادة الدارين.

قال الله «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا» (النساء: 174).

جدير بالذكر أن تصريحات «جمعة» جاءت ردًا على سؤال وجهه أحد الأشخاص لدار الافتاء، عن ماهية تصويب الخطاب الإسلامي ومناهجة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى