
تعددت العلوم التربوية والنفسية والسيكولوجية التي تهتم بسلوك الأطفال وتربيته من أجل إنشاء جيل صالح ونافع للمجتمع.
إلا أن هذه العلوم الأكاديمية والتربوية اهتمت بشكل صريح بالجزء المادي من حياة الأطفال، بعيدًا عن الجانب الروحي الذي هو أساس نشأة وتربية الأطفال.
انفرد القرآن الكريم بمنهج غير مسبوق في تربية الأطفال، يعتمد بشكل أساسي على تنمية الجانب الروحي، بجانب الشِق المادي.
منهج القرآن الكريم في تربية الأبناء
تعددت الآيات القرآنية التي تعلمنا كيف نربي الأطفال تربية صالحة، ويأتي في مقدمتها ما جاء على لسان سيدنا لقمان (عليه السلام).
وصّى لقمان ابنه بعدم الشرك بالله فقال تعالى: «وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ» (لقمان: 13).
ويعلمنا القرآن كيفية تزكية وتنمية الجانب الروحي لدى الأطفال فيقول: «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور» (لقمان: 17).
ثم يأتي دور آخر وهو كيف يُربى الأطفال على طاعة وبِرّ الوالدين فيقول سبحانه وتعالى: «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا» (لقمان: 14 -15).
ويبشرنا الله بالجزاء إذا أحسنّا تربية الأبناء فيقول تعالى «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ» (الطور: 21).
الابتعاد عن القرآن أصاب المجتمع بالمشكلات المختلفة
يقول الدكتور محمد الورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، إنَّ الكثيرين ابتعدوا عن المنهج القرآني مما انعكس على التربية وفكر الأطفال وأفراد الأسرة بشكل مختلف.
ويرى أن الكثيرين بدأوا يبحثون عن تلقين أبنائهم ثقافات ومناهج واردة إلينا وتناسوا المنهج القرآني الذي تربى عليه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
مضيفًا: منهج القرآن واضح في إدارة الحياة والمأكل والمشرب وتربية النشء، مشيرًا إلى أنه ذكر ماذا أراد الله عز وجل من الأبناء.
وأوضح أن القرآن حدد «هل أمر الله وليّ الأمر بضرب أولاده أم التعامل معهم بالحُسنى وكل شيء ؟ ».
وأشار إلى أن هناك سلم تدريجي في هذه المعاملة دعا الله إليها في القرآن الكريم لأنه منهج سماوي أراده سبحانه وتعالى لعباده.