ميراثُ المرأة في الخِطاب الإلهي
تَقسِيم الترِكات فى الإسلام منَ العَدْل ما يَعجَز عنْه البَشَر

ميراثُ المرأة من القضايا الشائكة في الإسلام، بعد أن خَرجَت علينا بعضُ المُبادرات التي تُطالب بالمساواة التامة بينَ الرجُل والمرأة في الميراث.
«التنوير» تُناقش في السُطور التالية قضية ميراث المرأة كما ورَدت في الخِطاب الإلهي بالقرآن الكريم.
ميراثُ المرأة من الأمور القَطعية الثابتة في القرآن الكريم
يقولُ الدكتور “عبد المنعم فؤاد” عميد كُلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أنَّ المواريث من الأُمور قَطعية الثبُوت والدلالة، والتي وَردت مُفصَلة بالقرآن الكريم ولا تَقْبل التأويل.
مؤكِداً أنَّ الذي تولى أمْر تقسِيم الترِكات ومِنها مِيراث المرأة هو اللهُ تعالى بنفسِه وليسَ البَشْر، فكانت بِذَلك من النِّظام والدِقة والعدَالة التي يَعجَز عنها البَشْر.
وأضافَ “فؤاد ” أنَّ الإسلام ينُظر إلى «الحاجة» وليس إلى الجنس، ولذلك أعطى الأكثر إحتياجا نصِيباً أكبر منَ الأقْل إحتياجاً، فكان حظُ الأبناء أكبرَ منْ الآباء، لأنَّ الأبناء مُقبِلون على الحياة والآباء مُدْبِرون عنها.
كما جَعَل للذَكر مِثلُ حظ الأُنثَيين لأنَّ الإبْن الذي سيصير زَوجاً دافِعاً لمَهر زوجَته، مُنفقا عليها وعلى أولادِه مِنها أكثر إحتياجاً منْ أُختِه التي ستَصير زَوجة تقبَض مهرها، ويرعاها وينُفِق عليها زوجها، ويبرَها شقِيقُها دوامَ العُمر.
الإسلام أنصَف المرأة وصانَ حُقوقِها في المِيراث
ويَستطرد “فؤاد” : إنَّ الإسلام أنصف المرأة عن أيّ تشريع سماوي، أو قانون وضعي، وجّعّل للمرأة حقاً ومِيراثاً معلوماً وثابِتاً لم تحصلْ عليه أيّ امرأة في أيّ دين آخر.
وأضافَ: إن القرآن الكريم حدَّد نصيب المرأة من المِيراث فقالَ تعالي في آية مُحكمة وبلِيغة ومُعجِزة: «..لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ..» (النساء :11).
والمُتأمِل في الآية يجِد أنَّ حظ «الرجُل» كما ورَد في الآية منسُوباً إلى «الأُنثى»، لأنَّه لو قال: «للأُنثى نصف حظ الرجُل» لكان المِقياس هو الرجُل، لكنَّه سُبحانه جَعَل المِقياس للأُنثى فقالَ: «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ»، وهنا براعة وإعجاز القرآن الكريم في إنصاف المرأة.