المرصد

نذير خطر يُهدِّد العالَم

«رسالة السلام»: حادث نيوزيلندا مؤشِر على عودة تصادُم الحضارات

إستيقظ العالَم أجمع، خلال الأيام القليلة الماضية، على حادثي مسجدي (نيوزيلندا)، دون مُراعاة للإنسانية أو حُرمة قتْل الأبرياء.

وحول هذه العملية الإرهابية قال (أسامة إبراهيم)، رئيس مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث»، إنَّ العملية الإرهابية التي تمت في (نيوزيلندا)، كانت صادمة جدًا على كل المستويات في العالَم.

وأضاف خلال لقائه في برنامج «كلام مُهم» على فضائية «الرافدين+»، أنَّ الواقعة حدثت في أكثر المناطق هدوءًا، كما إنَّها تتميز بوقوعها في أطراف العالَم.

و تمتاز برفاهية إقتصادية وبها سلام إجتماعي كبير، لافتًا إلى أنَّ وقوع هذا الحادث الدامي، يُعَد نذير خطر شديد يُهدِّد العالَم أجمع.

تحذيرات من تنامى الفِكر المُتطرِف

وأكَّد (أسامه إبراهيم) أنَّ الحادث يُعتبر مؤشراً على أنَّ اليَمين المُتطرِف أصبح مُنتشرًا في أنحاء العالَم، وأشار إلى عودة ما يُطلَق عليه «تصادُم الحضارات» وجميع الدول ستكون خاسِرة.

وأوضح أنَّ مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث»، تُطلِق تحذيرات شديدة من تنامي الفِكر المُتطرِف والإرهابي منذ أعوام كثيرة، إذ يُهدد العالَم كله وليست المنطقة العربية فقط.

مؤكداً أنَّ المؤسسة ساهمت في إصدار العديد من الإصدارات الثقافية التي تُواجه الفِكر المُتطرِف،  على رأسها كِتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، للمُفكر العربي، (علي محمد الشرفاء الحمادي)، الذي يُعَدُ أحد الإصلاحيين وكان مديرًا لديوان (الشيخ زايد آل نهيان)

مُشيراً إلى أنَّ الكِتاب يُناقش موضوع في غاية الأهمية، وهو قضية الإختلاف بين المسلمين من حيث المبدأ ويبحث في جذورها وأسبابها ويقدم حلول جذرية لحلها.

وأوضح أنَّه ناقش قضية التطرُف والإرهاب بشكل مُتعمِق جدًا وغير تقليدي، وأطلق صَيحة التحذير من الإرهاب المنسوب إلى الدين الإسلامي، لاسيّما خطَر اليمين المُتطرِف.

الإسلام دين محبة وسلام وحُرية

وأكدَّ (أسامه إبراهيم) أنَّ المُفكر العربي (على محمد الشرفاء الحمادى) هو أول من أطلق مُصطلح «الخطاب الديني»، ليفَرِق به بين الخطاب الإلهي في القرآن الكريم، والخطاب الديني الذي يعتمد على الروايات والإسرائيليات والموروثات المنسوبة زُوراً إلى الإسلام.

مؤكداً أنَّ الخطاب الديني يعتمد على روايات تدعوا إلى التطرُف والإرهاب، رغم أنَّه دين محبة وسلام وحُرية ومُساواة بين البشر جميعًا.

كما أنَّ الصورة التي يتم تصديرها سواء في المنطقة العربية أو الخارج بأن الإسلام دين تطرُف وإرهاب، ليست حقيقية، لأن الدين الإسلامي دين سماحة وسلام وعدْل ومُساواة.

مشيراً إلى أنَّ مُصطلح «الخطاب الإلهي» يعني القرآن الكريم، وأنَّ مؤسسة (رسالةالسلام) اختارته شعاراً لها لأنَّه يُلخِص الفِكر الذي يدعو إلى كل القِيَم الإسلامية النبيلة.

وأوضح أنَّ كِتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» يُركز بشكل أساسي على الخطاب الديني المُتوارَث لدَى المسلمين من باب نقْد الذات والتحذير من التفريق الكبير الذي ضرَب المسلمين بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم).

وذكر أنَّهم تفرَّقوا إلى شِيع ومذاهب وفِرَق، وكل منهم يدَّعي أنَّه على صواب رغم أنَّهم بَعيدون عن جوهر الدين الإسلامي.

وأشار إلى أنَّ من أهم إصدرات مؤسسة «رسالة السلام للتنوير والأبحاث» كِتاب «ومضات على الطريق»، والذي يُسلط فيه المؤلف الضوء على الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والتعليمية، كما يتضمن الكِتاب مجموعة من الرسائل الموجهة إلى (جامعة الدول العربية).

مُضيفاً أنَّ الجزء الأول يتكون من ثلاثة أجزاء ويُسلط الضوء على المشكلات التي يُعاني منها العالَم العربي خلال العُقود الماضية، إذ أنَّ المؤلِف رجُل إقتصادي وليس كاتِب ومُفكر فقط ويُقدِّم حلول عملية حقيقية.

مُطالباً بضرورة تبني هذه الأفكار لتتحول إلى منهج تربوي يُدَرَّس في المراحل التعليمية المختلفة بحيث، نُنشئ جيل عربي جديد على روح جديدة مختلفة عمَّا توارثته الأجيال المُتعاقبة، لأنها تدعو إلى الرحمة والمُساواة والسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى