«نساء داعش» جهاد في سبيل الشيطان
الإسلام كرَّم المرأة والجماعات التكفيرية تخترع جهاد إشباع الغرائز

نساء داعش .. عشرات الحكايات والمغامرات والأساطير تدور حولهن، البعض يراهن ضحايا للرجال سواء كانوا أزواجهن أو أشقائهن.
والبعض الآخر يرى أن انضمام نساء داعش للجماعات المتطرفة، قد جاء بمحض الإرادة وعشقًا في المغامرة، أو أنه قد تم تغريرهن بحكايات الصحابيات فتخيلن أنهن يسرن على ذات الطريق.
والحقيقة، أن ظاهرة انضمام النساء إلى التنظيمات الإرهابية يُثير حالة من التساؤلات، ويدفعنا للبحث عن الأسباب الحقيقية وراء تجنيدهن في داعش وأخواتها.
وكذلك الوقوف على طبيعة المهام اللاتي يكلفن بها، ومدى الأضرار التي تنتج عن تلك الخطوة سواء عليهن أو على أبنائهن.
ولعل الأخبار المتداولة، خلال السنوات القليلة الماضية، تكشف عن أهم الأدوار التي لعبتها نساء داعش، في إعادة إحياء عمليات التجنيد بالتنظيم، خاصة بعد الهزائم الفادحة التي تعرض لها في سوريا والعراق، وفرار الكثير من عناصره وإعدامه للكثير من مقاتليه في الآونة الأخيرة.
كما أنهن يلعبن دورًا في الحفاظ على إرث التنظيم وأفكاره، خاصة أن العنصر النسائي يشكل ما يقرب من 25% من مقاتلي التنظيم في الفترة من 2013 وحتى 2018.
وعن تلك الإشكالية ومدى النتائج السلبية التي تأتي من ورائها، يقول الدكتور أسامة سلام، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إنَّ هناك أسباب رئيسية تقف وراء انضمام النساء للجماعات الإرهابية، وأبرزها؛ التصور المثالي عن الواجب الديني وإحساس الأخوة وعشق المغامرة.
فالمرأة لديها العاطفة تغلب العقل كثيرًا، وبالتالي يُصوَّر لها بيئة مثالية معينة، ومن الممكن أنْ تكون مستحيل وجودها في الوقت الحالي، وبالتالي فإنَّ أي امرأة قيل لها أنَّها ستعيش في عالم خالٍ من السرقة والتحرش والزنا، ستنجذب له، فهي بلا شك تكون متطلعة إلى أن تعيش في هذا العالم المثالي.
وأضاف: انضمام النساء إلى التنظيمات الإرهابية، يزيد من خطورة الأمر، لأنَّه يؤدي إلى انضمام مقاتلين جُدد، بعد إغرائهنَّ بالجنس، علاوة على انضمام الأطفال، وأسر بأكملها، ويعتمدون عليهن في نشر أفكارهم واستغلالهم بشتى الطرق.
إذ إنَّ تلك التنظيمات تعتمد على شعارات غير حقيقية، للعمل على جذب النساء، على العكس من الواقع، وذلك التصور خاطئ لأنَّها تصطدم بعد ذلك بالواقع المتطرف، وهو على الخلاف تمامًا مما كانت متصورة.
وأضاف أن إحساس الأخوة بين المسلمات ترفع من إحساس المرأة وتجذبها، لاسيما حب المغامرة الذي يزداد لدى النساء الغربيات والأوروبيات.
وأشار إلى أنَّ الاستقطاب يكون عن طريق القنوات المختلفة والمجلات الخاصة بهم، والمواقع الإلكترونية، لافتًا إلى أنَّ من بين عوامل انضمام نساء داعش للتنظيم، التقليد الأعمى والغيرة بين النساء في كثير من الأمور، حتى لو تمت بدون علم لخطورتها.
وقال الدكتور أسامة سلام: هناك آيات كثيرة تدلل على احترام القرآن للمرأة منها؛ قول الله سيحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا».
وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا».
ولفت إلى أنَّه بعد انضمام النساء إلى الجماعات المتطرفة، تتم ممارسات لا أخلاقية في حقهنّ لدرجة تصل إلى الاستعباد الجنسي والزواج قسرًا والبيع والشراء وإهدار كرامتها، والعودة إلى عصور ما قبل «الجاهلية»، لأنَّه حتى في الجاهلية كانت بعض القبائل تحترم كرامة المرأة.
وأكَّد انَّ القرآن أعطى المرأة حقوق عديدة، والإسلام جاء لها بالحرية، فضلًا عن أنه يدعو إلى تحرير الرقبة ومنع استعباد النساء وأمر بحفظها وصيانة حقوقها والعطف عليها.