طاقة نور

هجر القرآن وتغييب العقل (2-4)

رسالة الإسلام للناس كافة في كل زمان ومكان تهدي إلى الخير والصلاح

بقلم المستشار

صالح شرف الدين

 

استعرضنا في المقال السابق، ما تناولته مقدمة كتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، ونتناول في الأسطر التالية، نقد وتحليل هذا الكتاب القيم.
ويلي المقدمة الطويلة خمسة عشر فصلًا تبدأ بالتكليف الإلهي، وتنتهي بالخلاصة، وسنتابع كل فصل من الفصول بإطلالة سريعة ثم رؤية لنا فيما نجحنا في تلقيه من هذا البحث:

-الفصل الأول: التكليف الإلهي: استشهد فيه بنصوص أكثر من ثلاثين آية تؤكد أن الرسالة الإلهية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، هي آيات القرآن الكريم التي يجب أن تصل إلى الناس، ولم يكلفه إلا بهذه الرسالة، وأن عليه أن يبلغها كما أوحيت له، وهي أمانة أؤتمن عليها وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يؤديها، فوصلتنا نصوص القرآن الكريم كاملة كما أوحيت للرسول صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقص.

إن رسالة الإسلام للناس كافة في كل زمان ومكان، تهدي إلى الخير والصلاح، وتخرج من الظلمات إلى النور، وتنادي بنشر الحق والعدل والسلام، وهي مبادئ إنسانية لا يختلف حولها عاقلان، وإن الأخذ من المعين المقدس ينقلنا من التفرق إلى الوحدة، ومن التخلف إلى التقدم، ومن الضعف إلى القوة، وعلى جميع المثقفين والعلماء أن يعرفوا أسباب ترك منهج الله الواضح في القرآن، ونتائج هذا الهجر الكارثية التي عانينا ومازلنا نعاني منها، وكيف نجح أعداؤنا في إبعادنا عن الخير العميم في التمسك بالقرآن الكريم، وتطبيق كل ما جاء به دون توانٍ أو تواكلٍ أو استناد على ما سواه مهما كان.

-الفصل الثاني: أركان الإسلام بين الاختزال والاستغفال: وفي هذا الفصل يضع الباحث أيدينا على أصل الداء، وكيف تحول الدين إلى أركان شكلية، فاختصرت أسس الإسلام في خمسة أركان، وصارت غاية لا وسيلة، فمن يشهد ألّا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة ويحج البيت، صار مسلمًا كاملًا واستحق الجنة، وإن كذب، وسرق، وقتل، وخرب، وأرهب الناس؛فكيف تحولت الوسائل إلى غايات، وكيف تم اختصار الإسلام في هذه العبادات الخمس التي هي وسائل تهدي الناس إلى الحق والخير والعدل، فعلى المسلم أن يؤدي تكاليف العبادة ويعمل صالحًا، ولا يوجد نص قرآني يرتب هذه العبادات ويذكر أنها أركان الإسلام، إن اتباع منهج الإسلام الذي ينظم حركة الإنسان وتعاملاته إذا لم تؤد العبادات إلى انضباطها كما بين الله في كتابه العزيز، فغير المسلم الذي يكف الأذى، ويعدل بين الناس، ويفعل الخير، ويسلم الناس من لسانه ويده، هو أفضل من المسلم الملتزم بالعبادات المقصر في المعاملات.

لذلك يجب استنباط أركان الإسلام الأساسية التي تنطق بها نصوص القرآن الكريم وتجعل المسلم مستقيمًا في عباداته ومعاملاته وفق المنهج الإلهي الذي يرتقي بكل من التزم به، وحافظ عليه…

-الفصل الثالث: عناصر الرسالة: واحد وعشرون نصًّا قرآنيًّا تبين عناصر الرسالة الإلهية: خطاب الهدى، وحدة الرسالة، التكليف الإلهي، التذكير بالقرآن، أسلوب الدعوة، وحدة البشر، العدل الإلهي، حرية الاعتقاد، إن الحكم إلا لله، لا وصاية في الدين، الله هو الحكم، لا مبدل لكلماته.

الفصل الرابع: أركان الإسلام،تنقسم إلى ثلاثة محاور:

الأول: العبادات الخمس المشهورة إضافة إلى الإيمان، والتأمل.

الثاني: منظومة القيم والأخلاق، ست قيم مستنبطة من آيات القرآن الكريم:

-بر الوالدين: 5 نصوص قرآنية.

-العلاقات الزوجية: 19 نصًّا قرآنيًّا.

-حقوق اليتامى: 3 نصوص قرآنية.

-ضوابط الميراث: 5 نصوص قرآنية.

-الإنفاق في سبيل الله: 25 نصًّا قرآنيًّا.

-سلوك المسلم: 33 سلوكًا قويمًا، وستة نصوص قرآنية.

الثالث: المحرمات22 محرمًا، و8 نصوص قرآنية.

-الفصل الرابع: رسالة الإسلام؛رسالة إلهية كريمة للناس كافة؛ لتخرجهم من الظلمات إلى النور، فيسود الأمن والسلام حين تسود قيم العدل والحرية والإنصاف.وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الرسالة فأبلغها، وأمر المسلمين أن يعتصموا بدين الله ولايتفرقوا، وقد فرطوا فيما يعصمهم من الزلل وهو القرآن الكريم، وتاهوا في روايات وتفصيلات، ما أنزل الله بها من سلطان، وصدقوا روايات كثيرة سوقها كثيرون من الأعداء، ولأن لكل أمة ما يصلح شأنها في الحاضر والمستقبل، فقد كانت الرسالة الإلهية للمسلمين تعتمد على:

-وجوب تنفيذ الأوامر الإلهية قولًا وعملًا، والاقتداء بالرسول الذي نجح في أن يطبق الرسالة الإلهية ويكون قدوة في ذلك (من 1 إلى 5 سورة البقرة).

-تحدد الرسالة الإلهية العلاقة بين الأمة الإسلامية والأمم الأخرى، فلكل شرعة ومنهاج، ووجوب التعامل مع الناس وفق ما أمر الله به (48 المائدة).

-التكليف الإلهي للرسول يأمره بإبلاغ أوامر الله ونواهيه وأحكامه للناس، ومن سمع وفهم وطبق ما أبلغ من أوامر الله، فاز في الدنيا والآخرة، وهنا يتضح وجوب الدعوة بما أمر الله به رسوله، وما وصلنا من الرسالة الإلهية وهي القرآن الكريم (المائدة 67).

-بين الله سبحانه وتعالي المهمة والعناصر والمنهج وأسلوب الدعوة لاعتناق الإسلام (125النحل)؛ حيث الحرية كاملة في أن يعتقد الإنسان ما يشاء، وأن الله وحده من يحاسب العباد، تحديد مسئولية الرسول والحدود التي يجب ألا تتجاوزها الدعوة (سبعة عشر نصًّا).

-إن كل ما رأيناه ونراه من ممارسات على الأرض تبتعد كل البعد عن الرسالة الإلهية التي جاء بها الإسلام، إنما هي حصاد هجر القرآن الكريم الذي يحث على التحلي بمكارم الأخلاق، والتمسك بالعدل، والحرية، وإعلاء كلمة الله السلام، إن الدعوة الملتزمة بالرسالة الإلهية هي الدواء الشافي من كل أمراضنا المعاصرة، فهي دعوة تجمعنا، وتقوينا، وتجعلنا موضع احترام.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ناقد وباحث، عضو اتحاد كتاب مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى