هل يؤثر الفقر على الترابط الأسري؟
دراسة: الآباء وأطفالهم يحتاجون الرعاية الكافية لمنع تطور المشاكل بينهم

كشفت دراسة حديثة أنَّ الفقر له تأثير كبير على العلاقة بين الوالدين والأطفال، وآثار نفسيّة سلبيّة، تزيد من الأعباء والصراع داخل الأسرة.
وتضمنت دراسة نُشرت في دورية Frontiers in Public Health، أنه يُمكن للفقر أن يفرض ضغوطًا بالغة السوء على العلاقات بين الوالدين والطفل.
وذلك نظرًا للظروف المجهدة الناجمة عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والحرمان المادي، وساعات العمل المرهقة التي تستنفد قدرة الفرد.
تأثير الفقر على العلاقة بين الوالدين والأطفال
وألقت الدراسة الضوء على أهمية فهم تأثير الفقر على العلاقات بين الوالدين والطفل، وضرورة ضمان حصول الآباء المحرومين وأطفالهم على الدعم والرعاية الكافية لمنع تطور المشاكل النفسيّة بينهم.
وأشارت إلى أن العلاقات بين الوالدين وأطفالهما تلعب دورًا حاسمًا في جودة حياة الأطفال، خاصة خلال سنوات ما قبل المدرسة.
وتؤدي العلاقة الإيجابية بين الوالدين وأطفالهما إلى تحسين مستوى الصحة النفسيّة، والرضا عن الحياة، للأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض، وبالتالي زيادة قدرتهم على مواجهة ضغوط الحياة، وتحسين أدائهم المعرفي.
وتؤدي العلاقات الهشة المتدنية إلى تهديد النمو المعرفي للأطفال، وزيادة خطر تطوّر المشاكل السلوكيّة والنفسيّة خلال مراحلهم العمريّة.
تأثير الفقر على ضغوط الحياة لدى الوالدين
وحاول الباحثون استكشاف تأثير الفقر على ضغوط الحياة لدى الوالدين، وأساليبهما بالتعامل مع أطفالهما، والعلاقات بين الوالدين والأطفال، وذلك على 485 من الآباء والأمهات الصينيين ذوي الدخل المنخفض، ولديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات، حيث كشفت النتائج عن العلاقة السيئة بين هؤلاء الآباء والأمهات وأطفالهم.
وارتبطت هذه العلاقة الضعيفة بين الطرفين بالحالة الوظيفيّة المتدنية للوالدين، والضغوط التي يتعرضان لها، وممارستهما أساليب المعاملة القاسية على أطفالهما؛ حيث يُعاني الآباء والأمهات ذوو الدخل المنخفض من العديد من الصعوبات المعيشيّة التي تجعلهم أكثر عرضة للضغوط، وتزيد من ميلهم إلى تبنّي الممارسات القاسية في تعاملهما مع أطفالهما، مما يهدم العلاقة بين الوالدين والطفل.
خارطة قرآنية لحماية البشرية من الفقر.. وضعها المفكر علي الشرفاء
وفي هذا الإطار وضع القرآن الكريم خارطة متكاملة، لحماية البشرية من الفقر، وأبرزها الزكاة، التي قال عنها المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، أنها لم تكن فريضة الزكاة التي شرَّعها الله في كتابه العزيز إلا منطقة التقاء بين الأغنياء والفقراء، في عقد شراكة بين الفقير والغني، فيه يعطي من منحه الله المال لمن هو في أشد الحاجة إليه، على اعتبار أن هذا المال هو مال الله.
وقد جعل الله الأغنياء وسائط ووسائل لتوصيله لمستحقيه كما في قوله تعالى: (.. وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ..) (النور: 33).
وقال تعالى: (.. وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ..) (الحديد: 7).
ورأى أن فالزكاة في الخطاب الإلهي من هذا المدخل تكون طوقا للنجاة من الفقر، حين يُعطي مَنْ معه لمن ليس عنده ما تقوم به حياته وتستقر، حين تكون الزكاة هي القاعدة الصلبة لقيام المجتمع القوي المتعافي من أمراض الحقد والتحاسد والضغينة، فتسوده روح التكافل والتعاضد والتلاحم بين أفراده.