أركان الإسلام

وسيلة لكشف الباطل

الحوار بالحسنى مبدأ أساسي للدعوة إلى الله

الحوار يُعتبر مبدءًا أساسيًّا من مبادئ الإسلام للدعوة إلى الله عز وجل، ولذلك ركَّز الفرقان على الحوار، فعن طريقه يعتنق الناس الإسلام عن رضى وطمأنينة.

الحوار في الدعوة إلى الله يعتمد على توضيح معالم الدين الحنيف وإبطال دعوات المشركين، وإثبات أنه دين الحق لا عوج فيه.

آيات كثيرة في الخطاب الإلهي تشتمل على الحوار كوسيلة في دعوة الناس إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون بالحسنى واللين.

الحوار يكشف زيف الباطل

وظهر ذلك جليًّا كما ورد في القرآن الكريم عن قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما أقام حوارًا مع أبيه وقومه محاولًا هدايتهم.

قال تعالى: «إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا» (مريم/ 42: 45).

يعتبر الحوار من أهم الوسائل لإظهار الحق وإبطال الباطل، ومن ذلك ما كان على لسان نبي الله إبراهيم يوم ادّعى النمرود الألوهية وجادله إبراهيم( عليه السلام).

قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (البقرة: 258).

وكذلك ظهر ذلك في الحوار الذي دار بين نبي الله موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون، فقال تعالى: «قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ» (طه: 50).

الخطاب الإلهي يدعو للحوار باللين

ودعا القرآن الكريم إلى الدعوة بأسلوب هادئ، يعتمد على الحُجة والأدلة والبراهين الواضحة، لا عنف فيه ولا إكراه.

قال سبحانه: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (العنكبوت: 46).

وقال: «اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ» (طه: 43-44).

ومن أهم أساليب الحوار، توفّر العلم لدى المحاور، لأنه من ليس لديه علم بموضوع المحاورة فلا يحسن الدخول فيه حتى لا يظهر بموقف الضعيف.

قال تعالى: «هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (آل عمران: 66).

ويُعد الحوار أحد الأساليب التي تسير ضمن المنهج العقلي الذي يرتكز على العقل، ويدعو إلى التفكر والتدبر والاعتبار.

يُعد الجدال والخصومة من الآفات القاتلة التي قد تنتج عن الحوار، وقد تؤدي إلى نصرة الباطل، وذلك حين يتصف الحوار بالتعنت والعناد، والتعصب لفكرة معينة دون غيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى