الخطاب الإلهى

وظيفة الرسل إبلاغ الخطاب الإلهي

الله تعالى أمر أنبياءه بدعوة الناس لعبادته وحده لا شريك له

وظيفة الرسل كما حددتها آيات القرآن الكريم، كانت تعتمد على الإرشاد والتعليم عن طريق الإلتزام الحرفي بتعاليم الخطاب الإلهي.

الرسل مُكلفون من الله سبحانه بتبليغ شريعته للناس، والإيمان بالرسل هو من أسس العقيدة الإسلامية.

التبليغ هي المهمة الأولى للرسل، وهي تقتضي الأمانة؛ حيث ينبغي تبليغ ما أنزل إليهم من ربهم بالتمام دون تحريف أو زيادة أو نقصان.

وظيفة الرسل تعتمد على إرشاد الناس لعبادة الله

مهمتهم تتمثل في إرشاد الناس إلى ما ينفعهم ونهيهم عن ما يضرهم، وتوضيح ما يجب الالتزام به في الأمور كافة.

كان الرسل يبلّغون كتب الله للناس كما أُنزلت عليهم، ويبينون معانيها وفقًا لما أوحي إليهم، وكيف يستقيم الإنسان على أمر الله، وكيف له أن يرضي ربه.

شيخ الأزهر الأسبق، محمود شلتوت، ذكر في كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة»، أن الرسل لا يملكون نفعًا ولا ضرًا لأنفسهم، فضلًا عن غيرهم، وهم فقط كانوا يفعلون ما أمرهم الله به.

قال تعالى: «قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف: 188).

وقال سبحانه: «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 22).

وتأكيدًا لذلك قال الله أيضًا: «وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ» (الأنعام: 66).

وقال تعالى: «رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا» (الإسراء: 54).

الرسول لم يخرج عن طبيعته البشرية

وكذلك أكد القرآن بشرية الرسل وأنهم برسالتهم لم يخرجوا عن طبيعتهم وإن كانت قد لحقتهم عصمة الله فيما يبلغون عنه.

تلك درجة اصطفاء لا يرتفعون بها عن منزلة البشرية.

قال تعالى: «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» (الكهف: 110).

وقال سبحانه: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ» (الرعد: 38).

وفي غير ما يبلغونه عن الله من الآراء والأحكام أو الأفعال الشخصية فهم كغيرهم يصيبون فيها ويخطئون.

وأوضح الكتاب أنه قد عاتب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على بعض تصرفات فعلها من تلقاء نفسه.

قال تعالى: «عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ» (عبس/ 1: 10).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى