نور على نور

5 أسئلة تحدد خريطة «الدعوة الصحيحة»

استمرار جرائم الفرق الإرهابية يفرض علينا مواجهة الفتاوى الشاذة

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي
Latest posts by المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي (see all)

إن ما يواجهه العالم من إرهاب وخطر عظيم يهدّد الحضارة الإنسانية، ليعيد الإنسان إلى العصور الحجريّة الغارقة في الظلم والظلام وباستقراء التاريخ نرى أمثال تلك الفرق كيف أغرقت العالم العربي والإسلامي في الماضي بالدماء والسبي والقتال وارتكبوا الجرائم البشعة وأذاقوا الناس ويلات الخوف والفزع اعتمادًا واسترشادًا بروايات ما أنزل الله بها من سلطان، فأصاب أمتنا العربية ما أصابها من مآسٍ وأهوال وتدمير للمدن والقرى وتحويل أبنائها إلى لاجئين بالملايين، إن استمرار الفرق الإرهابية في ممارسة جرائمها إلى اليوم يفرض علينا جميعًا البحث والتقصي في أسباب هذه الظاهرة بشجاعة ومواجهة الأعراف والتقاليد والفتاوى الشاذة، التي تتعارض مع كتاب الله بصدق وبإخلاص وتقوى الله، وأنّ ما جرى في الماضي وما يجري اليوم على العرب والمسلمين والعالم أجمع إنما هو غضب من الله على الناس؛ لأنهم اتبعوا طريق الشيطان ولم يتبعوا هدى الله ومنهج قرآنه تأكيدًا لقوله تعالى:

﴿قالَ اهبِطا مِنها جَميعًا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشَقى ﴿123﴾ وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أعمى﴾.. (طه: 123 ــ 124).

ذلك قول الله وما أنزله على رسوله في كتاب كريم وضع الله فيه تشريعًا يتوافق مع متطلبات المجتمعات الإنسانية في كل العصور بما يحمله من قيم العدالة والمساواة والرحمة والسلام الذي لا يستغني عنها كل عصر حتى قيام الساعة، وقد حفظ الله كتابه بقوله سبحانه:

﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ﴾.. (الحجر: 9)

يقابل ذلك روايات اختلف الناس في حقيقة مصادرها وأهدافها وتعد بعشرات الآلاف من الأقوال والروايات واستحالة التأكد من مصداقيتها بعد مرور عشرات القرون، فاستطاعت أن تحتل تلك الروايات المصدر الرئيسي للتشريع في العالم الإسلامي ونتج عن ذلك استبعاد كتاب الله الذي أرسله الله للناس كافة ليكون لهم هدى ونورًا يستمدون منه تشريعاتهم، ويكون المرجع الوحيد للتشريع، يستنبطون منه ما يساعدهم من تشريعات لتنظيم أمورهم الدنيوية ويعينهم على عبادة الله وطاعته ليغفر لهم ذنوبهم ويدخلهم جنات النعيم.

فالسؤال يطرح نفسه كما يلي:

أولًا: ما هي المهمة التي كلف الله سبحانه بها رسوله عليه الصلاة والسلام.

الإجابة: لقد كلف الله سبحانه رسوله بأن يبلغ رسالة الإسلام للناس جميعًا تأكيدًا لقوله تعالى:

(يا أيها الرسول بلِّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين).. (المائدة: 67).

 ثانيًا: ما الذي أنزل الله على رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام؟

الإجابة: قوله تعالى:

(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى) (طه: 2، 3).

 ثالثًا: ما الذي سيبلغه الرسول للناس جميعًا؟

الإجابة: قول الله سبحانه وتعالى:

(نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد).. (ق: 45).

وقوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر الذين يعملون الصالحات أنَّ لهم أجرًا كبيرًا).. (الإسراء: 9).

رابعًا: فما جزاء الذين انصرفوا عن القرآن وأعرضوا عن تلاوته والتدبر في آياته؟ الإجابة: قوله تعالى:

(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى).. (طه: 124).

خامسًا: كيفية أسلوب الدعوة التي أمر الله رسوله بتبليغ الناس بها؟

الإجابة: في قوله تعالى:

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).. (النحل: 125).

فإذًا القرآن هو الوثيقة السماوية والخطاب الإلهي من خالق الناس موجهًا للناس جميعًا يدعوهم للهدى والخير لما ينفعهم في الحياة والدنيا والآخرة.

 

المصدر:

«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى