الخطاب الإلهى

المسلمون يدفعون ثمن المعصية

الشعوب العربية تسدد فاتورة مخالفة أوامر الله والابتعاد عن دينه

نتساءل كثيرًا عن السبب وراء عدم استجابة الله لدعواتنا، أو أسباب حالة الخزي والتردي التي تعيشها أمتنا الإسلامية والعربية في الوقت الراهن، ونحن خير أمة أُخرجت للناس كما وصفنا ربُ العزة سبحانه وتعالى، ونتحير في الإجابة فلا نعلمها أو نعلمها ونتجاهلها؛ خوفًا من الاعتراف بالحقيقة المؤسفة، وهي أننا نحن السبب فيما حدث ويحدث وسيحدث لنا إن ظللنا على حالتنا تلك من مخالفة أوامر الله عز وجل.

ولكن ليس كل المسلمين يفتقرون إلى الشجاعة الأدبية والاعتراف بالخطأ والحقيقة المُرة، فها هو المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه وبحثه العلمي المتميز «المسلمون.. بين الخطاب الديني و الخطاب الإلهي»، والصادر عن «مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث»، يضع يديه على الأزمة التي نعاني منها كعرب مسلمين، والأسباب التي تقف خلفها، وكذلك الحل المثالي لها، فيقول:

«بالرغم من أن الله سبحانه أمر الرسول ــ عليه الصلاة والسلام ــ بدعوة المسلمين للتمسك بالقرآن والتدبر في آياته واتباع المنهج الإلهي، إلا أنهم قد خالفوا أمر الله بقوله سبحانه:

«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا» (النساء: 61).

إلا أننا لا زلنا ماضين خلف الروايات، نستمتع في أن نستمر في حياة الظلام كالخفافيش، ونُردّد ما يُراد لنا من تغييب للعقل وانصرافنا عن القرآن، لنتوه في أعماق الماضي ونُهمل الحاضر وما يتطلبه من التمسك بالمنهج الإلهي، حتى يستطيع العرب المسلمون تحقيق أهداف التطور والتنمية، والاكتفاء الذاتي في المأكل والمشرب، والمشاركة الإيجابية في تطور الحضارة الإنسانية لما ينفع الناس، حيث يأمرنا الله سبحانه بإعمال العقل والتفكير في آيات الله ومراده فيها لعباده من خيرٍ وصلاحٍ وأمنٍ وسلامٍ وتعاونٍ ورحمةٍ. حتى يستطيع المسلمون تصحيح المفاهيم المُراد لها تشويه رسالة العدل والإسلام والحرية، واعتماد العقل الذي سيقودهم بتفاعله مع المنهج الإلهي إلى إدراك حقيقة رسالة الإسلام حين يُخاطبه الله سبحانه بقوله تعالى:

«أوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شيءٍ وَأنْ عَسى أنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أجَلُهُمْ فَبِأيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ» (الأعراف: 185)».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى