الخطاب الإلهى

المواطنة في الخطاب الإلهي

الإسلام يرفض النزاعات العنصرية والعصبية ويحث على الإنتماء للوطن

المواطنة تُعد من القضایا المهمة بالنسبة للدول في عالمنا المعاصر، لأنَّ الانتماء للوطن وفهمه یجعل المواطن حريصًا على الحفاظ على مقومات بلده.

وكذلك يجعله يشعر بقیمته وبدوره الوطني والمجتمعي، ويشعر بكرامته حیث یتمتع بحقوق المواطنة ویحرص على أداء واجباتها.

وحول مفهوم المواطنة في الإسلام يقول الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في كتاب «الإرهاب وخطره على السلام العالمي»، إنَّ الإسلام رفض النزاعات العنصرية.

وأضاف: الآباء والأبناء والإخوة والأزواج والعشيرة والأموال والمساكن هذا هو الوطن منهيٌ أنْ تكون أحب إلى المسلم من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

الإسلام رفض النزاعات العنصرية

وتابع الدكتور محيي الدين عفيفي: قال الله تعالى “قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.

وأوضح أنَّه إذا أحب المواطن وطنه أحب الإقامة فيه هو وأهله وعشيرته فكان هذا من الدواعي لأنْ يكون لهم حقوق وواجبات تُعطى لهم.

وأكد أنَّ حُب الوطن لا يكون إلَّا من مواطن غُرست فيه المواطنة الصالحة لذلك تقتضي الدعاء للوطن ولأهله لتحقيق السعادة الحقيقية وهي العيش في ضوء العدل والعزة والرخاء حيث لا بد منها جميعًا لاستقرار الحياة السعيدة.

ولفت إلى أنَّ الإسلام يؤكد أنَّ حب الوطن والانتماء إليه يأتي مُنسجمًا مع الانتماء للإسلام، فإذا كان الانتماء الأول والأكبر والأساس بالنسبة للمسلم هو إلى الإسلام وأمته وإلى دار الإسلام وحضارته.

وأوضح أنَّ الله تعالى يقول «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» ويقول «النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ».

وأشار إلى أنه إذا تخيَّر المسلم بين الانتماء للإسلام وهذه الدوائر الأخرى للانتماء لا يكون إلا في حالات قيام التعارض أو التناقض والتضاد بين الانتماء إلى الإسلام كانتماء جامع وأوَّل وبين الانتماءات الأخرى كدوائر فرعية أمَّا اذا اتسقت دوائر الانتماء في فكرية الإنسان وتكاملت في ممارساته الحياتية فلن يكون هناك تناقض في الفكر والعمل الإسلاميّيْن بين كل دوائر الانتماء الفطري للإسلام.

وقال إنَّ الأمر في علاقة الانتماء الإسلامي الوطني يتعدى حدود “نفس التناقض” إلى دائرة “الامتزاج والارتباط”.

إقامة الدين يحتاج وطناً يحمي جميع أبنائه

وأشار إلى أنَّ الإسلام منهاج شامل لمملكة السماء وعالم الغيب وللعمران البشري وسياسة وتدبير عالم الشهادة، فإنَّ إقامته كدين لا تتأتى إلَّا في واقع ووطن ومكان وجغرافيا.

وشدد على أنَّ هذا لن يكون إسلامي إلَّا إذا أصبح الانتماء الوطني فيه بعدًا من أبعاد الانتماء الإسلامي العام؛ فعبقرية المكان في المحيط الإسلامي هي واحدة من تجليات الإسلام الذي لا تكتمل إقامته بغير الوطن.

ولفت إلى أنه من هنا تأتي ضرورة الوطن لإقامة دنيا الإسلام وعمرانه وضرورة الدين ليكون الوطن إسلاميًّا وتتحقق إسلامية عمرانية، أي ضرورة أنْ يكون الانتماء الوطني درجة من درجات سلَّم انتماء المسلم إلى الإسلام.

وأكد أنَّ هذه الحقيقة الإسلامية هي التي ميَّزت الإسلام في حدود الوطن ونطاقه وقد رفض الإسلام المعيار الجاهلي الذي يقف لدى حدود العرق مثل فلسفات أخرى، لأنَّ رب الناس واحد وأباهم واحد والتقوى والاستباق في الخيرات هي معايير التفاضل بين الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى