برلماني مصري: تصويب الخطاب الإسلامي له شروط
دعوة لإعادة النظر في فكر وأداء المٶسسة الدینیة التقلیدیة

اللغة العربية تحتاج إلى الفهم الصحيح بعيدًا عن مفاهيم الحركات المتطرفة التي تمسكت بمغلوطات لا أساس لها وذلك لضمان تصويب الخطاب الإسلامي.
تلك الرؤية طرحها المستشار بهاء أبو شقة، رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان المصري، في مقالٍ له بجريدة الوفد، لضمان الخروج بخطاب إسلامي يتناسب مع العصر.
وكذلك رأى أنه لا بد من تثقيف العاملين في مجال الدعوة، وتحديث خطاب معاصر يتناسب مع طبيعة التحديات الجديدة.
تصويب الخطاب الإسلامي يحتاج إلى فهم اللغة العربية
الخطاب يجب أن يكون عقلانيًّا يدعو للسلم والتعارف وينسجم مع واقع متعدد الهويات والانتماءات.
ذلك ليس على مستوى العالم المفتوح فقط وإنما داخل الوطن الواحد أيضًا، وفى المستوى الإقليمى المتداخل.
الإيمان بالتعدد والتنوع ضرورة لا بد أن يتحلى بها تصويب الخطاب الإسلامي، ويكون قادرًا على تهيئة المناخ الملائم لإنتاج منظومات أخلاقية تنهض بالمجتمع.
هناك العديد من الخطابات التي ترتكز على التصنيف العقائدي، وهي غالبًا تستغل الصراعات السياسية إقليميًّا ودوليًّا ضد الإنسان وجوهر الأخلاق.
موقف الأمة ما زال يعاني من متلازمة تناقض بين دلالة اللفظ ومعناه في اللغة العربية وهذا ما يجعل الخطاب الإسلامي يصطدم بأمرين.
الأول: هو استمرار اللغة القديمة في كل عصر ومن هنا تنشأ الحركات التي لا شأن لها بالواقع ولا علاقة لها بلغة العصر.
الثاني: الإصرار على استعارة التجديد من الغرب خاصة فيما يتعلق بالترجمة، وهذا ما نتجت عنه مواجهة المسلمين لمأزقين.
المأزقين تمثلا في أزمات داخلية تمر بها المنطقة العربية، ونظرة الغرب للمسلمين، تسببت في جرح كبير للمنطقة العربية.
أهمية إعادة النظر في مفاهيم المتطرفين
يجب إعادة النظر في أداء المؤسسات الدينية التقليدية ثم إعادة النظر في عملية تغيير المفاهيم التي قامت بها التنظيمات التي تمسكت باللغة القديمة.
هذا يحتم بالضرورة أن تشارك في هذه العملية الثقيلة الأحزاب السياسية وتقود مهمة بالغة الخطورة ولديها إرادة قوية في تصويب الخطاب الإسلامي من داخل اللغة العربية التقليدية وبعيدًا عن الغرب ومصطلحاته.
التصويب ما زال يحتاج للكثير من الكلام الوافر ليتمشى مع طبيعة العصر الذي نعيشه، حتى لا نفرز لغة جامدة لا يفهمها أحد.
تصويب الخطاب الإسلامي يقتضي الخروج من دائرة الرتابة وتثقيف العاملين في مجال الدعوة إلى ضرورة تحديث الخطاب ليكون متناسبًا مع طبيعة التحديات المعاصرة.
الخطاب الحالي يُواجه مأزقًا حقيقيًّا في التعامل مع الغرب من حيث طبيعته، ولا بد من إيجاد خطاب إسلامي واضح ومميز يجيد التعامل مع العقلية الغربية.
ذلك بعيدًا عن أسلوب النمطية والوعظ المباشر، كما هو موجود حاليًا في مجتمعنا العربي والإسلامي.