الخطاب الإلهى

الحوار في الخطاب الإلهي

القرآن الكريم يسمو بالحوار وينهى عن الجدال والمقاطعة

اهتم القرآن الكريم بالحوار لأنَّه الطريقة الأمثل للإقناع، ويُعد الاقتناع هو أساس الإيمان، وقدَّم الكثير من النماذج التي تؤكد الحوار.

وقد حمل القرآن الكثير من النماذج منها ما دار بين إبراهيم عليه السلام والرجل الذي آتاه الله الملك وقصة موسى، حيث طلب من ربه أن يسمح له برؤيته.

القرآن الكريم أسس قواعد الحوار

يقول المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، إنَّنا نستلهم من القرآن أكمل صور الحوار وأعظمها بين الخالق سبحانه وملائكته، وبين الخالق وعباده، بدون بطش أو مصادرة لرأي.

وأوضح في كتابه «ومضات على الطريق» أنَّ الله يُعلِمَنا كيف يكون الحوار الذي يُخاطب العقل بالمنطق تارة وبالأمثال تارة أخرى ويُطلعنا على النتائج من خلال العرض الرائع لأحداث من سبقنا من الأمم لنتلافي أخطاءهم؛ حتى يأمن الطريق الذي نسير فيه.

وقال: من هذا المنطلق، فإن الأمة العربية كانت سباقة لكل الأمم في طرح أسلوب الحوار الهادف؛ طريقًا لتحقيق مصلحة كل الأطراف، وتوفيرًا للجهد والمال والدم.

ولفت إلى أنَّ ذلك كان علاجًا لموقف أكثر خطورة من الخلافات في وجهات النظر، أو مشاكل الحدود بين القادة العرب؛ والتي تكاد أن تنسف ما تبقى من روابط الأخوة، وتقطّعُ أواصر العروبة، وروابط المصير المشترك.

وأضاف: علينا أن نبرز الصورة الحضارية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، وقيّمِهِ في التعامل فيما بين أمتنا العربية؛ حيث إنَّ على كل واحد منا أن يتقدم إلى صاحبه بمد يد المودة والسلام؛ على أساس اتباع رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

وتابع: ذلك اتباعًا للآية الكريمة: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، وقوله تعالى «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

العودة إلى الحوار المنطقي والهادئ سنة دينية

وشدَّد على أنَّه لا بد أن نعود إلى أسلوب الحوار المنطقي والهادئ؛ الذي دعانا إليه الرسول الأعظم، حتى نستطيع أن نخرج من حالة التمزق والتشتت، ونتحرر من الحلقة المفرغة والمفزعة.

وأشار إلى أنَّه قد كانت أيامنا معارك كلامية بدون هدف وبدون مصلحة -أيا كانت- وشعارات قومية بدون مضمون ولا عقيدة، ومصطلحات وزعت ألقابًا، وصَنَّفت شعوبًا؛ منها التقدمي ومنها الرجعي ومنها المتخلف.

ولفت إلى أنَّه بذلك ضاعت آمال بسطاء العرب أمثالي في كل مكان؛ حيث كانوا يحلمون كل يوم بوحدة تصون عزتهم وتحقق أمنهم وتطور معيشتهم وتصد كيد أعدائهم، وتحقق لهم في مجتمعاتهم ما نصت عليه شريعة السماء من حقوق تحفظ لهم كرامتهم، وتدافع عن قناعتهم وكياناتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى