- الإنسان بين «الخطابين» - 5 يناير، 2019
- دروس عملية من النمل - 21 أكتوبر، 2018
يقول المفكر الإسلامي عباس محمود العقاد في كتابه: “الإنسان في القرآن الكريم” بعد أن عرف الإنسان عدة تعاريف وناقشها: الإنسان في عقيدة القرآن هو الخليفة المسؤول بين جميع ما خلق الله، يدين بعقله فيما رأى وسمع، ويدين بوجدانه فيما طواه الغيب، فلا تدركه الأبصار والأسماع.
والإنسانية من أسلافها إلى أعقابها أسرة واحدة لها نسب واحد، وإله واحد، أفضلها من عمل حسنا، واتقى سيئا، وصدق النية فيما أحسنه واتقاه. لقد ذكر الإنسان في القرآن بغاية الحمد، وغاية الذم في الآيات المتعددة، وفي الآية الواحدة، فلا يعني ذلك أنه يذم ويحمد في آن واحد، وإنما معناه أنه أهل للكمال والنقص بما فطر عليه من استعداد لكل منهما، فهو أهل للخير والشر لأنه أهل للتكليف.
فمن هو الإنسان في الخطاب الإلهي؟ وما هي مزاياه وسماته؟ وما هي مسؤوليته الكبرى في الحياة؟
عندما نتأمل في القرآن نجده يبصر الإنسان بحقيقته وبمختلف مزاياه، وبمهمته في الدنيا، وذلك من خلال حقيقتين اثنتين داخلتين في قوامه وتركيبه الإنساني، وبينهما ــ في الظاهر ــ ما يشبه التناقض.
فالحقيقة الأولى: أنه مخلوق تافه أصله الأول من تراب وسلالته من ماء مهين، والشأن فيه إن طالت به الحياة أن يرد إلى أرذل العمر فلا يعلم بعد علم شيئًا، ويغلب عليه مع ذلك أن يشمخ بأنفه ويستكبر، ويخاصم ويعاند ويجادل ويكابر. هذه الحقيقة توضحها مجموعة من النصوص القرآنية نكتفي بذكر بعضها منها قوله تعالى:
“فلينظر الإنسان مم خلق…” الطارق 7
“قتل الإنسان ما أكفره…” عبس 17
“إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج…” الإنسان 2
“أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين” يس 77.